مجموعة تقارير مختصرة



مجموعة تقارير متنوعة عددها 12 تقرير
تقرير 1  - مقدمة : إرشادات تربوية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد كان فيما درسنا مع فضيلة شيخنا الدكتور خالد بن عبد الله القاسم – حفظه الله-  في مادة مناهج المستشرقين(604 سلم) بعض ما يتعلق بالمادة مما قدمه الدكتور مقدمة طيبة في الحقيقة استفدنا منها الشيء الكثير ، إضافة إلى بعض الدرر والنفائس من فضيلة الشيخ حول فضل العلم والعمل به والدعوة إليه مما كان له أكبر الأثر في نفوسنا جميعا وقد تم تدوين شيء من ذلك مع إضافة بسيطة في  معرض هذا التقرير الموجز.
أولا : من سبل الهداية:
لايزال المسلم يرجو الهداية من ربه والثبات عليها وثمة وسائل تعين المسلم عليها منها:
1-  من أعظم ما يؤثر في المسلم طلب العلم ، وأعظم العلوم نفعا ما يتعلق بمعرفة الله لما يترتب عليه من زيادة في العبادة على أكمل صورها.
2-  قراءة القرآن والمقصود الأعظم منه طلب الهداية والتقرب إلى الله طلبا لرحمته وزيادة في العلم.
3-  الدعوة إلى الله وبذل الجهد فيها لما لذلك من الأثر المتعدي مع وجود الحاجة الماسة لذلك في هذا الزمن في ظل كثرة المتغيرات التي هوت بكثير من المسلمين، والجهل في بعض الأماكن الذي أدى إلى ارتداد عدد منهم في كثير من البلدان، ومن  شواهد عمل الصحابة بالدعوة ما يلي:
·       معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي ترك الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من أجل الدعوة.
·       الصحابة الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 120 ألفا ما دفن منهم في مكة والمدينة سوى قرابة 10 آلاف بينما انتشر البقية في أصقاع الدنيا ينشرون دين الله ويجاهدون في سبيله.
 وهذه الدعوة قد تكون بالتأليف كما تكون بالمحاضرات والدروس وتعليم الناس الخير فيبارك الله فيهم وينشرون هذه العلوم ويتعدى هذا الخير .
وممن يضرب به المثل في  الكتابة والتأليف من المعاصرين الشيخ الألباني رحمه الله وكذلك الشيخ عبد الرحمن القاسم وابنه محمد والذي أثر كثرة إمساكه القلم للكتابة في أصابعه رحمهم الله جميعا.
4- العمل بالعلم: وهذا الأمر جليل القدر كبير الأثر ويتبين ذلك بالمثال ؛ فإذا علمنا أن مجموع من روى الحديث من الصحابة قرابة730 صحابيا:
منهم 300 صحابي لم يرو الواحد منهم أكثر من حديث واحد.
ومنهم300آخرين روى الواحد منهم من 2-10 أحاديث.
والبقية رووا أكثر من 10 أحاديث مع تفاوتهم فيما زاد عن ذلك.
إلا أنهم جميعا كانوا قدوة في الخير والدعوة والعمل.
-         وكذلك من جاء بعدهم من أهل الفضل حتى قال بعض التابعين : ما سمعت بسنة إلا عملت بها. قال يوسف بن الحسن رحمه الله : بالأدب تفهم العلم .
-         وقال مالك رحمه الله لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم .
-         قال زكريا العنبري رحمه الله :علم بلا أدب كنار بلا حطب وأدب بلا علم كروح بلا جسم .
-         وقال الليث بن سعد رحمه الله لأهل الحديث : أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم
-         قال ابن وهب رحمه الله :ما تعلمنا من أدب مالك رحمه الله أكثر مما تعلمنا من علمه .
-         كان يحضر في مجلس الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله  خمسة آلاف مستمع خمسمائة يكتبون  والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمة
-       أن كل عمل يخلو من أدب  .فهو مردود على صاحبه والله تعالى لا يقبل من العبادة (كما اتفقنا العلم عبادة ) إلا ما صفى منها من الشوائب وفاحت منه رائحة الأدب والصلاح قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10].
5-أهمية العلم: لقد من الله علينا بالعقل ودعا إلى تحصيل العلم والحث على التعلم
قال تعالى :  يرفع الله آمنوا منكم والذين أوتوا العم درجات والله بما تعملون خبير) سورة المجادلة الآية [11] .
وقال تعالى . إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) سورة فاطر الآية  [28].
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً..) . سورة الإسراء الآية [107  -109].
وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم قال الله تعالى: وقل رب زدني علمًا [ طه/ 114 ]وغيرها من الآيات الكثيرة .
-         وأما الأحاديث فكثيرة جدا ويمكن الإشارة إليها وهذا بعض منها   ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا حسد إلا في  اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها".
ولا ينقطع عمل العالم بموته، فأهل العلم ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الأجر للحديث.
ومن رُزِق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة، فالفقه في الدين من أعظم المنن .لقوله صلى الله عليه وسلم  :"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
وطلبة العلم هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم  " سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا بوصية رسول الله وأقنوهم " قلت للحكم : ما أقنوهم ؟ قال : علموهم .).
وأهل العلم الذين يبلغون الناس شرع الله تعالى هم أنضر الناس وجوهًا ، وأشرفهم مقامًا ، بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم فقال صلى الله عليه وسلم : " نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، رب حامل فقه إلى ‌من هو أفقه ".
6- آداب العلم :
1-  الإخلاص لله, ومن الأمور المهمة بالغاية بالنسبة لطالب العلم الإخلاص لله في جميع أعماله خاصة العلم ،لأن الأعمال إذا خالطه شيء من الرياء ،لم يستفيد منه طالب العلم ولذلك يجب على طالب العلم أن يكون على حذر .
-         وقال الإمام أحمد رحمه الله : ((طلب العلم لا يدانيه شيء إذا خلصت النية )).
 ومعوقات الإخلاص كثيرة منها : الرياء, والطمع, وحب المدح والشهرة والتصدر, والعجب, واحتقار الآخرين وازدراؤهم واستصغارهم, قال بعض السلف: " أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي ، وكأنه ينبت فيه على لون آخر". * كان الحسن البصري كثيرًا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول : " تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين" .
2- التحلي بالعمل, قال تعالى: ( كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [سورة الصف لآية3].
3- طهارة القلب من الأدناس؛ ليصلح لقبول العلم واستثماره.
4- ملازمة خشية الله تعالى, ودوام مراقبته في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
5- الصدق : لقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ [ التوبة/119].
6- تحل بآداب النفس؛ من خفض الجناح, ونبذ الخيلاء والكبرياء والكبر والحسد.
7- القناعة والزهد وهجر الترفه, الرضا باليسير من القوت، والصبر على ضيق العيش. فإن ”البذاذة من الإيمان”.
8- اغتنام الأوقات, وعدم التسويف, وعدم اليأس والقنوط, والحذر من الفتور.
9- طلب الحق والحرص عليه, فالحكمة ضالة المؤمن: لحديث أبي هريرة (صدقك وهو كذوب).
وأختم هذه المقدمة ببعض الأشياء التي تعد  من علامات صاحب العلم النافع وهي :
1. العمل به. 2. كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق. 3. تكاثر تواضعك كلما ازددت علماً. 4. الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا. 5.هجر دعوى العلم. 6. إساءة الظن بالنفس، وإحسانه
وهذا ما يسر الله جمعه من كتب أهل العلم وبالله التوفق.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم   .



تقرير 2 - تعريف الاستشراق واهدافه
تعريف الاستشراق:
هو دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه، وخاصة الإسلام، لأهداف مختلفة، ومن أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين, فهم يدرسون غير الإسلام، ولكن الإسلام يأتي في المرتبة الأولى
 أهداف الاستشراق:
أولا: الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأساليب شتى، منها:
1.     إنكار الوحي المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم
2.     الطعن في أخلاقه صلى الله عليه وسلم،
3.     الطعن فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
4.     الطعن في أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، وأصحابه صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: الطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة، ومدح ومناصرة الطوائف المنحرفة .
ثالثا: التشكيك في ثبوت السنة النبوية والتاريخ الإسلامي.
رابعا: إفساد صورة الإسلام ، ، وتقديمه للعالم على أنه دين متناقض ،و تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، فهم يدّعون أن الحضارة الإسلامية منقولة عن حضارة الرومان
خامسا : الطعن في اللغة العربية ومحاولة إحياء اللهجات المحلية

سادسا: غرس المبادئ الغربية في نفوس المسلمين وتمجيدها

سابعا:  إزالة الثقة بعلماء وأعلام الأمة الإسلامية، وفي المقابل تمجيد الشخصيات الغربية وتعظيمها ليسهل التأثير والانقياد لهم .

ثامنا: أهداف تجارية لتسويق بضائعهم وتشغيل شركاتهم، وتوظيف خبرائهم،
تاسعا : أهداف علمية وهذا لا ينكر؛ ولكنه لا يوجد إلا في أقل القليل منهم، ويعد أمرا فرديا خارجا عن منظومة المؤسسات الاستشراقية .
ومن أمثلة هؤلاء:   كما لا ينكر جهود بعض المستشرقين وإسهامهم العلمي، أيا كانت أهدافهم، ومن ذلك الكتب والمعاجم والموسوعات التي أخرجوها والكتب التي حققوها، وكانت مفيدة للمسلمين،
وعلى سبيل المثال: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي , ومفتاح كنوز السنة
تقرير 3 - العلاقة بين الاستشراق والاستعمار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صفوة المرسلين ، وخاتم  النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين وبعد :
أن هناك علاقة وطيدة بين الاستشراق والاستعمار إذ أن لكل واحد منهما أهدافا  يسعون في تحقيقها، ولذا أريد أن ألقي الضوء في تلك الأهداف المشتركة والعلاقة الحميمة بينهما على النقاط التالية :
1-تعريف الاستعمار 2-الأهداف – العلاقة –ونموذج لبعض المستشرقين المستعمرين .
أولا - تعريف الاستعمار:
الاستعمار: اصطلاحاً يطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه، وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحول هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك.
 ثانيا : أبرز أهداف الاستعمار :
ـ تذليل  مهمات المبشرين بالنصرانية وإفساد أخلاق الشعوب المسلمة.
ـ فصل الدين عن الدولة وسائر الأمور السياسية و ايجاد قواعد دائمة للاستعمار.
ـ الغاء الحكم الإسلامي نهائيا و اخضاع نظم البلاد للقوانين المدنية الوضعية الغربية.
ـ الضغط على التعليم الإسلامي التقليدي و تقسيم البلاد الإسلامية وتجزئتها إلى وحدات صغرى .
ـ اثارة الفتن والنعرات الطائفية بين المسلمين و دس الدسائس لإثارة الحروب.
ثالثا :العلاقة بين المستشرقين والمستعمرين:
إن بين الاستشراق والاستعمار علاقة قوية  وهذه بعض الأدلة على ذلك:
1- اعتراف المستشرقون بوجود هذه العلاقة، ومن أمثلة ذلك هو ما ذكره هارمان واستيفان ميلر، فقال ميلر: من الأقبح
فعل بعض المستشرقين بتوظيف معلوماتهم في خدمت المستعمرين في حربهم للإسلام والمسلمين، وقال أن هذا مؤلم، يجب نعترف به.
2- وجود مستشرقون خدموا الاستعمار، مثل (كارل) مؤسس مجلة (مجلة الإسلام) الألمانية، حيث أنه قدم معلومات للدولة الألمانية في احتلالها لبعض دول أفريقيا، وكذلك الألماني(بارثولد) الذي كلفته روسيا لدراسة آسيا الوسطى لتعزيز السيادة الروسية عليها.
3 – ومن المستشرقين المستعمرين ريموند لول: (1235م- 1316م).
الذي تعلم اللغة العربية وناقش كثيرا من علماء المسلمين وله جهود واضحة في تاريخ التبشير والاستعمار .له يد الطول في إنشاء كلية الثالث المقدس والتي مهمتها إعداد المبشرين ،كذلك كان وراء إنشاء مجمع فينا وهي ستة معاهد متخصصة في تعليم اللغة العربية واللغات الشرقية ،كذاك مارس التنصير في مساجد برشلونة محتميا بالسلطة النصرانية في إسبانيا.
   4 - ومن هؤلاء القيس صمويل زويمر الذي له نشاط في شرق الأوسط ويلقبونه بالرسول المختار للعالم الإسلامي أي حامل رسالة تحويل المسلمين عن دينهم.
·        يقول :(أيها الزملاء : إنكم أعددتم شبابا في ديار الإسلام لا يعرفون الصلة بالله ولا يريدون أن يعرفوها وأخرجتم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم للعظائم ، ويحب الراحة والكسل .....
5- جل الكتب التي اطلعت عليها عن الاستشراق تذكر الهدف السياسي من ضمن الأهداف التي يطمع لها المستشرقون:
أ) الاتصال بالسياسيين ومعرفة توجهاتهم.   ب) الاتصال بالصحفيين والإعلاميين ومعرفة توجهاتهم وأحوال بلدانهم.
ج) الاتصال بعملائهم وأجرائهم الذين يعملون في البلدان التي تحكمهم دولهم.    د) بث الاتجاهات السياسية التي يريدونها بين الدول التي تحكمهم دولهم.
4- عناصر التلاقي بينهما في الأهداف المشتركة، وهذا الدليل لا يكون له أثر في الدلالة ما لم يضاف إلى ما سبق .
أ) الالتقاء على الكراهية والحقد.    ب) الالتقاء على محاربة الإسلام والمسلمين.   ج) الفصل بين الإسلام والمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تقرير 4 – العلاقة بين الاستشراق والتنصير
لقد اختلف الباحثون في تحديد السنة التي نشأ فيها الاستشراق كفكرة أو منهج , أما رسميا فقد مر بمرحلتين :
الأولى : كانت  من خلال الكنيسة وذلك عندما قرروا إنشاء مجمع فيينا الكنيسي والذي أوصى بإنشاء عدة كراسي لدراسة اللغات الشرقية ومنها اللغة العربية , وقد كان أحد المستشرقين وهو ريموند لول وراء إنشاء البابا لهذا المجمع .
والثانية : كانت بانعقاد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس سنة 1873 .
ولكن قبل أن يعقد هذا المؤتمر لا بد من الإشارة إلى الأطوار التاريخية التي مر بها الاستشراق منذ  إنشاء الكنيسة مجمع فينا سنة 1312 م , إلى انعقاد المؤتمر سنة 1873 م , وهي كالآتي :
1- سنة 1810م , أنشأت الكنيسة المجلس الأمريكي لمراقبة البعثات التبشيرية وقد أرسل المجلس اول بعثاته إلى مالطه , وأسس بها أول مطبعة تبشيرية سنة 1815 م , ثم اتجهوا إلى القدس وبيروت التي انشأ بها مطبعة أخرى سنة 1834م , وقامت بطبع الكتاب المقدس ونشره في أنحاء العالم الإسلامي.
2- إرسال المجلس الأمريكي البعثة التبشيرية البروتستانتية إلى بلاد الشام سنة 1820 , فتعلموا اللغة العربية وترجموا الإنجيل إليها وصنفوا بها العديد من المصنفات العلمية، ولعل أبرز هؤلاء المبشرين الأمريكي كرنيليوس فانديك وهو أحد المستشرقين , كان من المساهمين في تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت وكذلك ساهم في إنشاء المجامع الدينية الانجيلية .
3-  إنشاء المجلس الأمريكي , وبقيادة المسترق كرنيليوس فانديك كلية تنصير , وفي عام 1866 افتتحت هذه الكلية وكان أسمها الكلية السورية البروتستانتية ثم تحولت بعدها إلى أسم الجامعة الأمريكية , وهذه الجامعة تعتبر من أخطر مراكز التبشير في العالم .
ومن هذه النظرة السريعة على تاريخ نشأت الاستشراق يتبين لنا علاقة الاستشراق بالتنصير حيث أن الاستشراق بدأ من الكنيسة وعلى يد شخص منصر ثم تلازم الاستشراق مع التنصير في الحملات التبشيرية , وهناك أدلة أخرى تعزز وتوضح هذه العلاقة وهي :
1- إن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا ذوي مناصب دينية ، وقد انطلقوا من الكنائس والأديرة ومنهم ريموند لول
المشار إليه سالفا الذي مارس التنصير في مساجد برشلونة محتميا ًبالسلطة النصرانية في إسبانيا , ومنهم أيضا كرنيليوس فانديك .
2- اعتراف غير واحد من المستشرقين على أنفسهم أن الدوافع التي جعلتهم يسلكون درب الاستشراق هي لتنصير أصحاب الديانات الأخرى بشكل عام والمسلمين بشكل خاص وفي ذلك يقول المستشرق رودي بارتي: ( كان الهدف من الجهود الاستشراقية  التبشير , وهو إقناع المسلمين من خلال لغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين المسيحي ).
3- توافق بين المستشرقين والمنصرين في آلية العمل حيث أنهم يتخذون من التعليم بكافة مراحله وسيلة للوصول إلى ما يريدون من أهداف ، وكذلك يعتمدون على وضع مناهج مدروسة بعناية حتى تحقق غايتهم بحجة مساعدة الناس على التثقيف والتطور والرقي.
نماذج من المستشرقين المنصرين
1 – بطرس المحترم ت 1156م:
تولى هذا المستشرق ترجمة القرآن ترجمة مشوهة بهدف الطعن في الإسلام ومحاولة تنصير المسلمين كما ذكر ذلك عنه صمويل زويمر.
2- روجر بيكون (1214 -1294م) .
إنجليزي من طلائع المستشرقين كان يدعو إلى ضرورة تعليم اللغة العربية من اجل تنصير المسلمين .
3- صمويل زويمر: أمريكي
وهو رئيس المنصرين في المنطقة العربية من الشرق كان توجه في البداية نحو الاستشراق إلا أنه استهواه التنصير بعد ذلك فاشتهر بكونه منصرًا أكثر من كونه مستشرقًا , أسس مجلة تنصيرية عالمية هي مجلة العالم الإسلامي، تجمع ما يكتبه المستشرقون المنصرون من مقالات وبحوث عن الإسلام والمسلمين لخدمة التنصير، وقد رأس تحريرها لمدة 36 سنة.
وله أعمال كثيرة في خدمة التنصير وكذلك الاستعمار وهو من أشد الناس حقدا على الاسلام والمسلمين .
4 – تمبل جاردنر:
قضى هذا المستشرق 16 سنة يدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية للمتطوعين العاملين في مجال التنصير.
تقرير 5 - نجيب العقيقي وكتابه المستشرقون
التعريف بالمؤلف: نجيب العقيقي
·         ولد العقيقي في كفر ذبيان من اسرة مارونية بجبل لبنان (1916)
·         تعلم في مدارس القرية- مدارسه الوطنية
·         عمل في الصحافة عندما اتقن العربية والفرنسية اجادة تامة
·         عمل في التدريس في مدرسة الجزويت
·         عمل في جامعة الدول العربية بإدارة الثقافية التي تدرج في سلمها الوظيفي حتى وصل الى مرتبة مستشار
·         كان متواضعا حيث أنه رفض ان يسميها كتابه المشهور "المستشرقون بالموسوعة .

اهم  مؤلفاته
1.   المستشرقون
موسوعة في تراث العرب، مع تراجم جميع المستشرقين، منذ ألف عام حتى اليوم وإحصاء نشاطهم في: الكشف، والجمع، والتقويم: والفهرسة، والدرس، والتحقيق، والترجمة والتصنيف.
2.    تجفيف المستنقعات: قصة وجدانية تحليلية.
3.   من الأدب المقارن .
4.   برج بابل: قصة اللبنانيين في مصر- ملتقى العناصر والمذاهب واللغات.
5.   ارض الله: مأساة الفلاحين في مصر، ومنذ أجيال.
كما دونت سيرة المؤلف ودرس أدبه في كتب منها : أدباء العرب المعاصرون بالألمانية، وملامح الأدب العبي المعاصر بالفرنسية
وأنعمت الجمهورية اللبنانية على المؤلف بوسامي الأرز من درجة فارس، والمعارف من الدرجة الأولى تقديرا لأدبه.

تتقرير 6 - نماذج مستشرقين من كتاب : المستشرقون :
السير هنري كرزويك راولينسون (1810-1895)
من علماء الآثار، واحد مؤسسي الدراسات الآشورية في إنجلترا، ضابط التحقق بشركة شرق الهند، وتعلم الفارسية، وعمل في فارس ، وعين مندوبا سياسيا في قاندهار، واشترك في الحرب الأفغانية وعين مندوبا سياسيا في الجزيرة العربية إبان الحكم التركي، وقنصلا في بغداد حيث اقتنى مخطوطات شرقية نفيسة بيعت من المتحف البريطاني
آثاره: الكتابات المسمارية الفارسية، متنا، والرحلات في الإسلام
إدوارد لين (1801-1876)
نبغ في الرياضيات صغيرا إلا أن ضعف بنيته حال بينه وبين جامعة كمبريدج فعزم على دراسة حضارة قدماء المصريين، بعد أن ألم بالعربية، فقصد مصر (1825) وبلغ القاهرة وأقام فيها متزينا بالزى العربي، مصليا في الجوامع، متسميا باسم منصور أفندي، وقد وجد في حياة المسلمين متعة صرفته على قدماء المصريين إلى التصنيف في معاصريه، فأتقن العربية كتابة خطابة، ودرس شئون مصر دراسة وافية، ثم رجع إلى إنجلترا لتأليف كتابه، إلا أن ميله الشديد إلى الدقة العلمية حمله على العودة إلى مصر ,  وقد عد لين بمؤلفاته وترجماته من أثمه المستشرقين في عصره وخلدت الجمعيات العلمية ذكراه في كثير من العواصم الأوربية.
آثاره: أخلاق وعادات المصريين المعاصرين، في مجلدين وترجم ألف ليلة وليلة إلى الانجليزية ا باين  وله مقالات عن القرآن والآداب الإسلامية والأخلاق العربية.
جوبير (1779- 1847)
ولد في بروفنس, ودخل مدرسة الهندسية في باريس، والتحق بمدرسة اللغات الشرقية، واختير للذهاب إلى القسطنطينية، بيد أن حكومةأرسلته في حملة نابليون مترجما ثانيا، وكان في جميع أعماله يكبر الشرق ويحله من الفرنسيين مقاما رفيعا.
آثاره : كان المساعد الأول لنشر نزهة المشتاق للإدريسي بخرائطها، متنا وترجمة في جزئين .
1.    كاترمير (1782-1852)
ولد في اريس من أسرة عريقة في الوجاهة والحروب وجاهتها في العلم والأدب، وأخذ اللغات الشرقية وتخرج عليه كثيرون بالعبرية والكلدانية والسريانية في معهد فرنسا وانتخب عضوا في المجمع اللغوي الفرنسي وعهد إليه بأمانة المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس، وعين أستاذا لليونانية في روان ،وقد أدهش العلماء بوفرة ودقة وإتقان ما نشره من الأبحاث والتحقيقات الترجمات والمصنفات، وعن العرب قبل الإسلام وبعده، تاريخا وجغرافيا وثقافة عامة.
آثاره: ترجمة ومصنفات الميداني وترجمة عبد الله ابن الزبير وسر الحليقة، ومسالك الإبصار لشهاب الدين العمري
تقرير 7 - موريس بوكاي وكتابه التوراة والإنجيل والقرآن والعلم
التعريف بالمؤلف :
موريس بوكاي طبيب فرنسي ولد في سنة 1920 لأبوين مسيحيين , نشأ كاثوليكيا , تميز بذكائه منذ نعومة أظافره حتى أنه ذات يوم ناقش مدرس الدين عندهم في المدرسة حول تضارب بين العلم والتوراة في تحديد تاريخ نشأة الإنسان وكان لهذه المناقشة أثر بالغ في حياته فيما بعد .
في شبابه كانت له اهتمامات كبيرة بالكتاب المقدس , وكذلك بالأثريات , وفي الستينيات حصل له تغير عندما سمع من مسلمين عن الإسلام والقرآن أشياء بخلاف ما تعلمه في المدرسة , فما كان له إلا أن يتعلم العربية حتى يدرس القرآن وقد حصل له ذلك بعد اربع سنوات من الدراسة في معهد اللغات الشرقية .
بعد ذلك بدأ بدراسة القرآن دراسة علمية بعيدة عن العنصرية وفي نفس الوقت يقارن بينه وبين الكتاب المقدس كما يزعمون فظهر له الحق فأسلم وكتب كتابه المشهور (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ) .
توفي الدكتور موريس بوكاي في باريس في الثامن عشر من فبراير عام 1998.
مدخل عام للكتاب :
إن كتاب (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ) عبارة عن دراسة مقارنة بين الكتب السماوية من حيث النشأة والأطوار التي مرت بها , وبين ما فيها من نظريات علمية ومطابقتها مع العلم الحديث , فيما أشار الكاتب إلى أن الإسلام في وقته في الغرب غريب لا يعرف عنه سوى ما يقال لهم في المدارس وهو ( أن محمد ليس نبي وأنه كتب كتاب يدعي أنه من الله ) تعالى الله ورسوله عما يقولون .
القسم الأول : الكتاب المقدس ( العهد القديم والعهد الجديد ) :
يبدا المؤلف بذكر تاريخ نشأة هذا الكتاب والأطوار التي مر بها , ثم يلقي الضوء على ما في الكتاب بعهديه القديم والجديد من نظريات علمية , ثم يخرج بنتيجة وهي : أن الكتاب المقدس بقسميه كتاب محرف كتب بعد موسى وعيسى بقرون عدة بيد بشر لم يعاصروا نبي الله عيسى , وأن النظريات العلمية التي فيه شحيحة جدا ولا توافق العلم الحديث  وقد ظرب لذلك أمثلة وهي :
v   وجود الإنسان على الأرض :
يشير الكاتب إلى أن الروايات في العهدين عن وجود الإنسان على الأرض لا تتوافق مع ما أثبته العلم التقريبي عن وجود الإنسان على هذه الأرض ثم أن الأحداث المذكورة في العهدين بالترتيب الزمني المذكور فيهما لا يمكن أن يكون صحيح عقلا فضلا أنه مخالف لما أثبته العلم .
وهذا التناقض واضح بشكل صريح لكل من يفتح الصفحة الأولى من الإنجيل فيرى التناقض في شجرة أنساب المسيح وهي مخالفة لما في التوراة وكذلك فإن الروايتين مخالفتان للعلم في تحديد نشأة الإنسان على الأرض .
القسم الثاني : القرآن الكريم :
كذلك يتناول المؤلف القرآن الكريم من حيث النشأة والأطوار التاريخية التي مر بها منذ نزوله مفرق على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حتى جمعه في عهد أبي بكر ثم نسخه في عهد عثمان رضي الله عنهم أجمعين , والعناية الدقيقة التي حظي بها تمنعه أن يحصل فيه تغير ولو حرف واحد .
ثم ذكر أن القرآن فيه نظريات علمية كثيرة , ومع كثرتها فلا توجد ولا حتى نظرية واحدة تخالف العلم الحديث , وهذا اكبر دليل على أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكتب القرآن وإنما جاء به من عند الله, ثم ظرب لذك أمثلة كثيرة منها :
v   خلق السموات والأرض :
يذكر أولا عملية تكون الكون الأساسي وينطلق من قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ }[فصلت: 11] , وهو ما أثبته العلم أن الكون كان كتلة غازية وهو ما عبر عنه القرآن بالدخان , ثم يتطرق إلى تعدد السموات والأرض كقوله تعالى : ( أولم ينظروا إلى السماوات .. ) وقوله : ( سبع سموات طباقا ) .
v   توسع الكون :
مستدلا بقوله تعال : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]  .
v   تضاريس الأرض :
مثل الجبال ووظيفتها في تثبيت الأرض وهو ما يتطابق مع قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ}[الأنبياء: 31], وقوله : {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}[النبأ: 7] والوتد ما يثبت الخيمة في الأرض كذلك الجبال كالوتد بالنسبة للأرض .
القسم الثالث : مقارنة بين الكتب الثلاثة والعلم الحديث :
يتناول الكاتب في هذا القسم مسألتين ذكرتا في التوراة والإنجيل والقرآن ويمكن مقارنتها بالعلم:(الطوفان)(وخروج موسى)
أولا : الطوفان وذكر الفروقات بين الروايات :
سأذكر أهم الفروقات فقط وهو ما يهمنا هنا .
حدد القرآن مفهوم الطوفان باعتبار أنه عقوبة إلهية للكافرين من قوم نوح لعدم الإيمان برسالته وعبادتهم للأصنام .
في حين أن التوراة تتحدث عنه كعقوبة دمرت العالم كله من البشرية الكافرة وهذا لا يمكن .
النتيجة التي يخرج بها الكاتب : هي أن رواية التوراة غير مقبولة لسببين :
1- يعطي العهد القديم للطوفان طابعا عالميا , أي أنه شمل العالم كله ومن الثابت أنه في الوقت الذي حدد لحدوث الطوفان وتدميره للبشرية كانت هناك حياة شعوب ذات حضارة آثارها ما زالت باقية مستمرة في بلد مثل مصر .
2- تذكر النصوص الكهنوتية وقت حدوث الطوفان وهو من المستحيل أن يكون قد وقعت فيه كارثة عالمية ، وقد بين ذلك الكاتب بالاعتماد على أرقام وتواريخ ذكرت بالتوراة في مقابلة آثار ونصوص في التوراة نفسها تعطي ارقام متضاربة.
ثانيا : الخروج وذكر الفروقات بين الروايات :
ذكر أهم الفروقات فقط .
القرآن ذكر الخروج دون تحديد لعدد بني إسرائيل .
التوراة حددتهم بستمائة الف رجل مع أسرهم وهو ما يصعب تصديقه .. ويستحيل تصور إعاشة مثل هذا العدد الكبير في الصحراء الواقعة بين مصر وفلسطين .
القرآن يذكر مصير الفرعون وهو أن الله أنجاه ببدنه من الغرق ليكون عبرة لغيره .
التوراة تذكر أنه غرق ولا تذكر شيء عن نجاة بدنه .
القسم الرابع : المقابلة بين القرآن والحديث النبوي :
يذكر في هذا القسم الفرق بين القرآن كلام الله وبين الأحاديث وهي بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام ثم يشبه الحديث من حيث تدوينه بالكتاب المقدس أي أنهما لم يدونا في عصر النبي بل بعد وفاته .
ثم يقول أن الأحاديث فيها ما هو في أمور الدين وهذا يؤخذ به إن صح , ومنها ما هو في أمور الدنيا وهذا راجع الخيار فيه للناس بالأخذ به , ويستدل بحديث ورد في صحيح مسلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به , وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فأنمنا أنا بشر ) , ففي نظر الدكتور مريس أن الأحاديث التي فيها حقائق عليمة أو تخص مسائل في الطب والتداوي فهي محل تمحيص ونظر .
وكلامه هذا بلا شك يحتاج إلى إعادة نظر فما ثبت صحته من الأحاديث سواء بالتداوي أو في أي شيء فهي بالتأكيد صحيحة من حيث المحتوى فالحبة السوداء داء لكل دواء ... ) كما أخبر بذلك الصادق المصدوق , فهذا إخبار من النبي عن فائدة هذه الحبة وليس كلامه من الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



تقرير 8 - ساسي الحاج وكتابه نقد الخطاب الاستشراقي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد :
 فهذا تقرير من كتاب ((نقد الخطاب الاستشراقي الظاهرة  الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية )) لدكتور / ساسي سالم الحاج ، من الجزء الأول.
أولا :المقدمة :
جعل فيها السؤال لماذا الاختلاف حول حسنات وسيئات الاستشراق ؟ وما وجهة النظر العلمية حول هذا الموضوع ؟ ثم قال هذه الأسئلة ستكون هدف دراستنا محاولين التعرض إلى هذه الظاهرة العلمية، متطرقين إلى أصلها وتطورها التاريخي منذ الأزمان الموغلة في القدم أي منذ التقاء الشرق بالغرب – مرورا بين الإسلام والمسيحية فبالقرن الوسطى ، حتى بيان وآثار هذه العلاقة في العصر الحديث .
ثانيا :الباب الأول :
تناول المؤلف في هذا الباب التأصيل التاريخي للاستشراق , وذكر  مهمة الرجوع إلى تاريخ وذلك حتى يكون القارئ ملما بالموضوع .وهذه الدراسة ستتناول العلاقة بين الشرق والغرب منذ غابر الأزمان ثم أشار إلى المؤثرات الثقافية والحضارية والسياسية ، ثم يعرج بنا البحث إلى دراسة العلاقة بين المسيحية والإسلام .
ويقول لا يمكن أن نعتبر الاستشراق علما من العلوم المميزة له خصائص الذاتية كأي علم آخر ، لأنه من الصعب إثبات ذلك نظرا لطبيعة هذه الدراسة الشمولية التي تناولت كل شيء عن الشرق .
إن المفهوم العام للاستشراق لا يخرج عن كونه تلك الدراسات والمباحث التي قام بها الغربيون لمعرفة الشرق من جميع جوانبه .
ونظرتنا إلى المستشرقين وسط ، ولا نعتبرهم الذين لا يتطرق الباطل والهوى إلى أعمالهم ، ولكنهم أناس درسوا الحضارة الشرقية ، فمنهم المتعصب ، ومنهم المتسامح ، ومنهم من كان على الصواب إلى جانب ، فقدم خدمات جليلة للإسلام والحضارة الشرقية .
وعموما أن من نظر إلى المستشرقين نظرة التشاؤمية كان مرجعها تلك الأهداف والغايات التي سعوا إلى تحقيقها . والذين يروون النظرة التفاؤلي: قالوا أنهم قدموا خدمات جليلة للإسلام والحضارة الشرقية ، فهم الذين جمعوا التراث ، وحققوا المخطوطات الإسلامية ، تحقيقا علميا، وأبرزوا للعالم
إن هذه الآراء المتباينة ترينا أهمية الاستشراق ، والدور التي لعبه في مجال الدراسات الشرقية والإسلامية مهما تباينت أهدافه ومراميه ، وهذه الأمور مما لا نستطيع أن نبين ما لهم وما عليهم ، إلا إذا تعرضنا إلى المراحل التي مر بها الاستشراق والمناهج التي سلكها المستشرقون في دراستهم للحضارة الإسلامية والشرقية .
ثالثا: الفصل الثاني :مراحل الاستشراق .
وذكر في هذا الفصل العلاقة بين الشرق والغرب منذ التماس الواقع بين الفرس واليونان ، وتأثير الثقافة اليونانية على تكوين العقلية الفلسفية التي انتقلت بعدئذ للمسلمين ، خاصة مرحلة التطور التي كان الفكر اليوناني قد وصل إليها بعد احتلال الإسكندر الأكبر لمنقطة آسيا الصغرى حتى تخوم الصين .
كانت العلاقات الأولى بين الشرق والغرب التي اتخذت طابعا تجاريا ترجع إلى أيام الكنعانيين ، ثم تلا ذلك علاقات الحرب والاحتلال بين العالمين المميزين جغرافيا بالشرق والغرب .تجلت العلاقة الثقافية بين الشرق والغرب في هذه الآونة التاريخية .
والغرض من هذا التمهيد هو تأصيل الاستشراق وبيان المراحل الأساسية التي مربها ، وعلاقته بالتبشير ، والأهداف الاستعمارية والسياسية والاقتصادية والعلمية التي سعى إلى تحقيقها ، مع بيان خصائص كل مرحلة ، وما تمتاز به من أعمال ثقافية وحضارية ساعدت على كشف الشرق بصفة عامة ، والإسلام بصفة خاصة .
 المرحلة الدينية للاستشراق وعلاقته بالتبشير:
ومن أهم الرهبان الأوائل الذين اهتموا بالدراسات العربية والإسلامية ((أدلا رد أوف باث adelard of bath )) الذي طلب العلم في مدينة تور بفرنسا ، ثم الأندلس وصقلية ، وعندما رجع إلى إنجلترا عين معلما ...
ولكن الراهب الذي يهمنا في تأصيل للاستشراق هو (( بطرس المبجل  1092-1156)) رئيس دير كلوني الشهير Cluny الذي زار إسبانيا مرتين ، وعني بأحوال المسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت حكم المسلمين في إسبانيا ، وكانوا من المتحدثين باللغة العربية .
واستقر رأيه على ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية بغية فهمه أولا ، ثم الرد عليه ثانيا .
وفي سبيل هذا لجأ إلى مدرسة المترجمين من العربية إلى اللاتينية في طليطلة  التي أنشأها ((ريموندو)).
فقام بهذه المهمة العالم الإنجليزي ((روبرت كتون Robert ketone)) بمساعدة هرما نوس أحد العرب المسلمين الذي لم يعرف عنه شيء سوى أن اسمه (محمد).وأنجزت هذه الترجمة 1143، وهكذا ألف هذا الحدث المعلم البارز والأساسي في مجال الدراسات الإسلامية بأوروبا الغربية .
كان الغرض الذي هدف بطرس المبجل إلى تحقيقه من وراء ترجمة القرآن إلى اللغة اللاتينية هو هداية المسلمين – حسب اعتقاده – إلى محاسن الديانة المسيحية .وهذا الهدف نراه تبشيريا بالدرجة الأولى ، ونعتبر هذا الراهب من أوائل المبشرين استخدموا العلم لرد المسلمين عن دينهم .
ومن هنا يفهم أن التبشير هو الأصل الحقيقي للاستشراق وليس العكس صحيحا كما يذهب أغلب الباحثين .
واعتبر بطرس المبجل أن الإسلام في حقيقته ما هو إلا (هرطقة مسيحية ).
وكان الهدف الأساسي من هذه الدراسات تبشير المسلمين بالديانة المسيحية ، والعمل على  ردهم عن دينهم بكل الوسائل ، والانتقام من الفتوحات العربية الأولى التي استولت .
المرحلة العسكرية للعلاقات المسيحية الإسلامية:
كانت الحروب الصليبية من أهم الحوادث الكبرى في تاريخ الشرق والغرب في العصور الوسطى .وعندما انتهت العمليات العسكرية  نهائيا بطرد آخر  الجنود الصلبيين من عكا عام 1291م، قفل العديد من المسيحيين راجعا إلى بلاده. وقالوا أن أفضل وسيلة لنشر المسيحية بين المسلمين هي (التبشير )السلمي والموعظة الحسنة .وأرجع عجز المسيحية عن القيام بمهمة التبشير إلى عدة أسباب أهمها عدم معرفة المبشرين بلغات الشعوب التي يراد التبشير فيها ، والجهل بعقائد من يراد تبشيرهم وعدم التمكن من الحجج والبراهين الفلسفية والعلمية التي  تتخذ كأساس لدعوة غير المسيحيين إليها .
هذه العوامل  مجتمعة أدت بالبابا  (أنوست الرابع ) إلى اصدار منشورة في 22من يونيه إلى مدير جامعة باريس بإنشاء كرسي للدراسات العربية.  
 والإسلامية بها .
كانت أول مدرسة أنشئت للدراسات الشرقية في أوروبا هي مدرسة طليطلة  التي أنشأها مجلس المبشرين عام 1250م ،وكانت تدرس بها اللغتان العربية والعبرية لإعداد من سيقمون بالتبشير بين اليهود والمسلمين .
وكان أبرز من تخرج في مدرسة الدراسات الشرقية التي أنشئت في طليطلة ((ريموند مارتينيRaymond martini  )),الذي قيل عنه بأنه لم يظهر في أوروبا في تلك العصر من يضاهي هذا العالم في معرفته باللغة العربية والمؤلفين العرب وكان يتقن إلى جانب العربية العبرية والكلدانية واليونانية , وقد تبحر في القرآن وحفظ صحيحي البخاري و مسلم.
لعب  المستشرقون والمبشرون أدوارا سياسية في غاية الأهمية أدت إلى انتشار الاستعمار الأوروبي وسيطرته على العالم الشرقي بصفة عامة ، والعالم الإسلامي بصفة خاصة .
- المرحلة السياسية والاستعمارية للاستشراق:
ونحن لا نستطيع أن نتعرض بالتفصيل إلى هذه الأعمال التي قام بها الناس في هذه المرحلة لأتساعها ولكن نحاول  بيان ما يتعلق بنشاط الرحالة الذين زاروا إفريقيا الشمالية والرحلات التي قام بها الأوروبيون إلى الشرق الأوسط  والجزيرة العربية ، لما لهذه الحملة من آثار كبيرة على حركة الاستشراق .وفي هذا المجال سنأخذ نماذج من استخدام الاستشراق في هذه المرحلة لأغراض سياسية واستعمارية ، ونستعرض لبعض المستشرقين البريطانيين الين خدموا الغايات الاستعمارية لبلدهم في الشرق ،ونخص بالذكر منهم
(( بالمر))و ((لورنس))البريطانيين .هكذا أصبحت الرحلات الاستكشافية تنطلق من مدينة طرابلس .وكان الرائد البريطاني الأول الذي انطلق منها هو ((وليام لوكاس )) والذي شغل قبل ذلك وظيفة نائب قنصل بالمغرب .وكان الهدف التي يسعى إلى تحقيقها لا تقتصر على النواحي العلمية وإنما تتعداه إلى أهداف أخرى تجارية وسياسية واستعمارية .من الرحلة الهامة التي له من أغراض سياسية استخدم فيه المستشرقون لغير الأهداف العلمية هي رحلة الرائد البريطاني ((لينج)) الذي بذل مساعيه لدى وزير المستعمرات البريطاني اللورد (( باتورست )) لتنظيم بعثته ، وكان وزيرا للمستعمرات عام 1812م يبدي اهتماما عميقا بالاكتشاف ، وهو الذي شجع الرحلات البريطانية السابقة .
والذي يهمنا من سياق هذ القصص هو بيانه أن المستشرقين وهم على هيئة قناصل ورحالة ، كانوا يهتمون بالنواحي السياسية والثقافية للقارة الإفريقية والشرق عموما ، وأن أحدهم وهو روسو حصل على هذه الكمية الكبيرة من المخطوطات من مدينة طرابلس ، واستولى عليها بطريق غير شرعية وهربها إلى بلده ، وبعض هذه المخطوطات  من نوادر الكتب التي لا يعدلها ثمن .
آثار الحركة التبشيرية واستخدامها في الأغراض السياسية
أن الدول الأوربية لم تستخدم المستشرقين من رحالة وقناصل ورجال الاستخبارات من أجل السيطرة على الشرق والهيمنة عليه فقط ، ولكنها استعانت بالإضافة إلى أولئك برجال الدين  الذين اتخذوا التبشير وسيلة ظاهرية لتحقيق أهداف سياسية واستعمارية بعيدة عن الأغراض الدينية .
برزت هذه الأسباب واضحة جلية من المقولات التي تفوه بها أولئك المبشرون ، فالسيد (( لورنس براون )) قال :(( إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا ، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون بلا وزن ولا تأثير )) إن هذه المقولات وغيرها تبرز للعيان أن التبشير قد استخدم لأهداف سياسية أهمها إبقاء العرب على حالة الفرقة والتمزق ، ومنعهم من الاتحاد لأن ذلك سيؤدي إلى سيطرتهم من جديد وإعادة حضارتهم ، كم أن هؤلاء المبشرون يعتقدون أن التبشر هو وحدة الكفيل بكسر شوكة الوحدة الإسلامية باعتبارها تكتلا ضد الاستعمار الأوروبي .
كان ارتداد المسيحيين عن دينهم واعتناقهم الدين الإسلامي يعتبر في نظر الكنيسة جناية أشد وأنكى من السرقة والزنا ، ولذ سنت قانونا على المرتاب يقضي عليه بأشد العقوبات.
ومن أبرز الأمور المتعلقة بدخول الولايات المتحدة في الحرب الكونية الأولى أن الآراء والمبادئ التي كانت تهدف إليها الإرساليات التبشيرية الآن الأمة الأمريكية .هكذا أصبح التبشير وسيلة فعالة لخدمة السياسة الاستعمار الغربية .
تركزت الإرساليات التبشيرية في الجزيرة العربية لأهميتها السياسية والدينية ،فتكونت (( الإرساليات الأمريكية العربية )) وكان أبرز مؤسسيها المبشر الشهير((صموئيل زويمر zwemer))، وقد تأسست هذه الإرساليات 1889م، وكان هدفها تحويل أهالي الجزيرة العربية إلى المسيحية باعتبارها موطن العرب ومهد الدين الإسلامي .
وخلاصة القول: أن الكتاب الغربيين أنفسهم وصفوا هذه البعثات التبشيرية بشمال إفريقيا ودواخلها بأنها قد استخدمت كمطية لتحقيق الأهداف السياسية التي تسعى الدولة الغربية  إلى تحقيقها في تلك الأصقاع . ويمكن أن نشير مثالا يدل على ما قلنا أحد هؤلاء المبشرين ((وهو شارل فوكو ولد عام 1880في عائلة متدينة تقوده والدته كل يوم أحد برفقة أخته إلى كنيسة المدينة التي تعيش فيها تلك الأسرة ، فلما مات أبويه تولى جده تربيته ، وأدخله في إحدى المدارس الدينية حيث تلقى تعليمه الأساسي .وعندما تخرج من البكالوريا دخل  الكلية  العسكرية الشهيرة ((سان سير )) التي يتخرج فيها إلى الآن أمهر الضباط الفرنسيين وأكثرهم قدوة وفعالة ، ثم تخرج ضابطا فارسا في كلية ((سامور )).
\آثار الحملة الفرنسية على الدراسات الاستشراقية .
إن أهم نتائج لحملة الفرنسية على الاستشراق هو الاتصال المباشر المنظم بالشرق ، والكشف عن طريق المعاينة والمشاهدة عن أحواله السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتدبيج تلك الدراسات بأعلى المقاييس العلمية المتعارف .
وعندما يتحدث عن المسلمين بصفة خاصة والشرقيين بصفة عامة فإنه يراهم لا يعرفون شيئا عن الحرية ، وليس لديهم شيء من الاحتشام ، ودينهم الوحيد الذي يؤمنون به هو القوة ، وحينما تمر بهم فترات لا يرون فيها فاتحين يطبقون عدالة السماء ، فإنهم يبدون كجنود بدون قائد ومثل عائلة دون أب .
ولم يكن (( القرآن الكريم )) بالنسبة لهذا الكاتب إلا قصة اخترعها محمد ، وإنه لا يحتوى على أي مبدأ للحضارة .
ولم يبق لديه إلا المسيحية الجديرة بالعناية والتمجيد لأنها حسب رأيه – الديانة الوحيدة التي تعطي للإنسان قيمته الحقيقية وهي الوحيدة التي تكافح الاسترقاق خلافا للإسلام الذي نص عليه صراحة وأباح في القرآن .
ويتناسى الكاتب المقطع السابق ذلك التعايش الذي دام طويلا بين المسيحية والرق ، وقد شاهد ذلك بأم عينه عند ما زار العالم الجديد قبل رحلته إلى الشرق .
وبالرغم من التوفيق الذي حالف لامارتين حول النقطة السابقة فإنه قد انحدر إلى الخطأ كبقية زملائه عندما اعتبر أن العقيدة الإسلامية ترتكز أساسا على التوكل والقدرية ، ونفى عنها حرية الإرادة وخلق الإنسان لأفعاله سواء كانت خيرة أو
.وهكذا تتجلى الأغراض السياسية والاستعمارية لدى الرحالة والمستشرقين الذين زاروا الشرق بعد حملة نابليون على مصر ، وكان هؤلاء جميعا نتيجة من نتائج هذه الحملة الثقافية ، وقد اقتصرنا على هذين الكاتبين شاتوبريان  ولامارتين باعتبارهما  أشهر الأدباء الفرنسيين في القرن التاسع عشر .


خصائص الدراسات الاستشراقية في فرنسا
ولا ننسى الدورالتي لعبته جامعة السربون وما زالت تلعبه في مضمار الدراسات العربية والإسلامية حيث أنشئ بها قسم خاص بهذه الدراسات يعتبر أقوى الأقسام وأهمها إلى وقتنا هذا. وما زالت المئات من الطلبة العرب والمسلمين يتلقون دراساتهم العليا به .
وعلينا أن نشير إلى المعاهد الأخرى المتخصصة في هذه الدراسات الإسلامية :
منها المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة الذي أنشأه ماسبيرو عام 1880.
منها معهد الدراسات العليا في تونس .
ومدرسة الآداب العالية في الجزائر .
ومعهد الدراسات المغربية العليا في الرباط .
والمعهد الفرنسي في دمشق .وغيرها من المعاهد الأخرى التي تهتم بهذه الدراسات وإن تقلص بعض منها بعد زوال الاستعمار الفرنسي عن شمال إفريقيا .
ولو أردنا بعد هذا العرض استخلاص خصائص الدراسات الاستشراقية في فرنسا لوجدنا أنها تمتاز بالشمولية والتعدد.
  خصائص الدراسات الاستشراقية في إيطاليا
بدأ الاهتمام بالدراسات الاستشراقية في وقت مبكر في بريطانيا وذلك عندما أسس السير ((توماس آدمزt .Adams((  كرسي الدراسات العربية في جامعة كامبريدج عام 1632م .
تناول الاستشراق البريطاني سائر مناحي المعرفة الشرقية من لغات وآداب وعلوم وفنون وعقائد وتاريخ وجغرافيا وآثار .والذي يهمنا هو بيان الدراسات العربية و الإسلامية ، وإظهار الخصائص العامة للاستشراق البريطاني .
وكان على رأس المهتمين بالدراسات العربية (( سيمون أوكلي )) الذي تولى مهمة التدريس العربية في جامعة كامبريدج عام 1711م .
 وكان ينظر إلى أهمية اللغة العربية حالة كونها تساعد على الفهم اللغة العبرية – حسب قوله – وألف كتابه الشهير ((تاريخ المسلمين )) الذي تناول التاريخ الثقافي والسياسي للإسلام .ومن المستشرقين البريطانيين البارزين مونتجومري وات الذي تناول الفكر الإسلامي السياسي ، الوحي ، وحياة محمد في مكة والمدينة ، وغيرها من الكتب التي أبانت عن الحضارة الإسلامية .
إن الخصائص المميزة للدراسات  الاستشراقية البريطانية تتلخص في شموليتها وتعددها ، لأنها تناولت سائرالدراسات الشرقية من علم وفن وأدب وتاريخ وفلسفة وعمارة وآثار .كما أن هذه الدراسات لم تقتصر زمانا على فترة تاريخيه محددة ولكنها تناولت الشرق القديم والحديث .
أما بالنسبة للمكان فإنها قد شملت الشرق بكامله ولم تقتصر على الشرق الأوسط فقط.
والسبب في ذلك يعود إلى إهتمام بريطانيا السياسي بالهند وجنوب شرق آسيا .غير أن مصالحها السياسية المتجددة دفعتها إلى التركيز على منطقة الشرق الأوسط ...
يمتاز الاستشراق البريطاني بدوافعه الاستعمارية .
كما زاد الاهتمام باللغة العربية في بريطانيا نظرا للمصالح الاقتصادية التي تربط بالشرق الأوسط  .
يمتاز الاستشراق البريطاني بالتخصص بالنسبة إلى دارسيه فنجد كل مستشرق يتخصص بنوع معين من الدراسات الاستشراقية.
وكما كان التخصص النوعي هو ميزة البريطانيين فإن العديد منهم تخصص كذلك في المناطق المشمولة بهذه الدراسة ، فتجد بعضهم يتخصص في مسائل الشرق الأوسط ، والأخر في الدراسات الهندية ولغاتها .وبعضهم في الدراسات الصينية والإفريقية وهكذا .
إن أهم ميزة يمكن أن توصف بها الدراسات الاستشراقية البريطانية هي قيامها على تحقيق الدوافع السياسية الاستعمارية ، لأن ازدهار هذا النوع من الدراسات لم يتم إلا بعد سيطرة بريطانيا على الهند والشرق الاوسط ، وقد شمل الاهتمام الاستشراقي البريطاني إفريقيا السوداء ومصر .ولكنها اهملت إفريقيا الشمالية لأنها وقعت تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي .وبالرغم من سيطرة الدوافع السياسية على الدراسات الاستشراقية البريطانية فإن هذه الدراسات لم تهمل الدوافع الدينية قديما وحديثا وما انتشار البعثات التبشيرية البريطانية في الشرق الأوسط وإفريقيا إلا دليل واضح على ذلك .
خصائص الدراسات الاستشراقية في ألمانيا
تميز الاستشراق الألماني بالدراسات الشرقية القديمة والحقبة الإسلامية واهتم بالآثار والأدب والفن ، وهذا النوع من الدراسات عادة ما يكون خاليا من تحقيق أية أغراض سياسية ولكن الدراسات الاستشراقية الألمانية لم تقتصر على الميادين الكلاسيكية ، فكثرا ما عالجت القضايا الحديثة للعالم العربي والإسلامي ، وهذه المعالجة لا تخلو أحيانا من محاولة تحقيق بعض الأهداف السياسية خاصة قبيل الحرب العالمية الأولى والفترة الوقعة بين الحربين العالميتين .
إن الاستشراق الألماني امتاز عن بقية المدارس الأوروبية الأخرى بغلبة الروح العلمي على أبحاثه والتي تتسم غالبا بالموضوع والتجرد والانصاف .ولكن هذه الروح  العلمية قد استخدمت أحيانا لتحقيق أغراض السياسية .ويضاف إلى ذلك أن الروح العلمية التي تميزت بها المدارس الاستشراقية  الألمانية مبعثها تلك الخصال المميزة للشعب الألماني المجبول على الدقة البالغة ، والعناية الفائقة ، والصبر الجميل ، واتباع المنهج العلمي الصارم بأعلى المقاييس العلمية المتعارف عليها .ومع ذلك فلم يخلو هذه المنهج العلمي الصارم من التحقيق أهداف سياسية

خصائص الدراسات الاستشراقية في إسبانيا :
ومما ساعد على انتشار الثقافة الإسلامية في إسبانيا  بعد خروج العرب منها تخصيص كراس في الجامعات الإسبانية لتدريس اللغة العربية وتكليف العديد من الأساتذة العرب للتدريس بها خاصة في مجال الطب والرياضيات وسائر العلوم المعروفة في ذلك الزمان .
يمتاز الاستشراق الإسباني بالتخصص في الحضارة العربية دون التطرق إلى مجالات الاستشراق الأخرى ، وقد ساعده على ذلك تلك الكنوز الثقافية والأثرية التي  تركها العرب في بلادهم .ولم تتناول الدراسات الإسبانية من الناحية الجغرافية سوى إسبانيا في العهد الإسلامي والمغرب العربي وجزر الكناري .ولم يكن التخصص الفردي من مميزات هذه الدراسات لأن الكثير من الباحثين الإسبان يتناولون الدراسات العربية بصورة شاملة دون التخصص في أحد فروعها .كما أن هذه الدراسات تمتاز بالغزارة والموضوعية لأنها لم تتناول حاضر العالم الإسلامي ولكنها اقتصرت بصفة عامة على التراث العربي المبثوث في إسبانيا المسلمة حيث كشفت عن ذلك التراث ،وحللته ونشرته في الآفاق.
كما امتاز الاستشراق الإسباني أخيرا بالتذبذب دما وجزرا طبقا للظروف السياسية والدينية التي مرت بها إسبانيا ولكنه امتاز فعلا بالغزارة والعلمية والموضوعية في النصف الأول من القرن العشرين بعد أن خبت جدوة الاستعمار الإسباني، وبعد أن  زال التعصب الديني الذي كان أحد العوامل التي استند إليها هذا الاستعمار لإزاحة المسلمين من ديارهم بعد أن عاش الإسبان في كنفهم قرونا من الازدهار والرقي لم تشهدها إسبانيا من قبلهم ولا من بعدهم إلى يومنا هذا .
خصائص الدراسات الاستشراقية في هولندا
وأخيرا امتاز الاستشراق الهولندي في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين بخدمة أهداف الاستعمارية الهولندي في الشرق الأقصى وخاصة الهند وإندونيسيا ، ورأينا كيف أن المستشرقا كبيرا مثل  (( سنوك هرجرونية )) يسخر لخدمة الاستعمار الهولندي في تلك الأصقاع .
خصائص الدراسات الاستشراقية في الاتحاد السوفييتي
تمتاز المدرسة الاستشراقية الروسية باهتمامها بالأدب العربي بصفة خاصة وأنتجت لنا علماء في هذا التخصص أكثر من غيرهم في فروع الدراسات العربية الأخرى كما تراوحت هذه المدرسة بين الدراسة الموضوعية الجادة وبين العداء للإسلام خاصة بعد التغيرات السياسية في روسيا التي حصلت في روسيا بعد الثورة البلشفية ، كما تميزت الدراسات الشرقية الروسية بالاستعانة بسكان آسيا الوسطى وتحضيرهم علميا في هذا المجال ، ودعوة المتخصصين العرب في كلية اللغات الشرقية مثل الشيخ طنطاوي ، ومكي أحمد بن حسين المكي، وغيرهم كثيرون .
وقد ساهم هؤلاء العلماء في رسوخ قدم الاستشراق بما أتاحوا للدارسين الروس تعلم العربية والاطلاع على تراثها
كما تمتاز هذه المدرسة بعدم سعيها إلى تحقيق أغراض دينية أو سياسية ، فلم تكن لروسيا أطماع في الشرق بعد أن احتلت آسيا الوسطى ، وكانت معظم دراستها تمتاز بتحقيق الغرض العلمي المجرد .وأخيرا فإن المدرسة الروسية قد امتازت بتصنيف المخطوطات العربية في أشهر جامعاتها وهي مخطوطة عربية نادرة وثمينة جدا تتناول أعمال المفكرين العرب مثل الفارابي وابن رشد وابن سينا والرازي وغيرهم وهذا الكنز العظيم لا يزال مجهولا لنا وينتظر من ينفض عنه الغبار إذا سمحت الدوائر السوفييتية بذلك .
خصائص الدراسات الاستشراقية في الولايات المتحدة 
لقد وقفت الدراسات الاستشراقية الأمريكية جهودها على تحقيق أهداف سياسية استعمارية ما زلنا نشهد آثارها إلى يومنا هذا .ولم تخل هذه الدراسة مطلقا من تحقيق هذه الأهداف مهما ادعت الموضوعية والعلمية .
فهذه الدولة التي وجدت نفسها- حسب- منطقها – مسؤولية عن أمن العالم وسلامته ، وبعد أن وجدت نفسها في مواجهة السياسية وعسكرية مع دولة أخرى لا تقل عنها قوة ورهبة ، وبعد أن وجدت نفسها تستنفد مواردها الطبيعية الهائلة لإرضاء شهوات شعبها الذي يستهلك أكثر من ثلث الموارد العالمية فإنها قررت الاهتمام بالشرق الأوسط لتأمين الموارد الأولية الضرورية لصناعتها واقتصادها ، ولمواجهة الدولة الأخرى النظيرة لها حتى لا تصل إلى البحار الدافئة ، ولتحقيق أهداه سياسية استعمارية تمليها عليها مصالحها المتباينة خاصة سياسة ملء الفراغ الذي كشفت عنه  منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م ، فقد اهتمت بالدراسات الاستشراقية  لا من أجل تحقيق أهداف علمية صرفة ، ولكن من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية واستعمارية بل وحتى دينية ، هذه الأهداف التي ما فتئت تراهن عليها وتسعى إلى تحقيقها بكل سبل .وما حضورها العسكري المباشر في الخليج العربي إلا دليل عملي على صدق ما ندعيه.
خصائص العلمية للدراسات  الاستشراقية 
تتميز المرحلة العلمية للاستشراق بإنشاء المراكز المتخصصة ، وتخصص كل مستشرق في فرع معين من فروع المعرفة الشرقية ، الأمر الذي يعطى للدراسات المطروحة زخمها وجديتها وخصوصيتها .
وكما تتميز أيضا  بإيفاد العديد من المستشرقين إلى الجامعات العربية ، والتدريس بها .وخاصة جامعة القاهرة التي وفد إليها كبار المتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية .
قام المستشرقون بنشر النصوص العربية الإسلامية وحققوا المخطوطات وفهرسوها فهرسة علمية .هناك عوامل عديدة ساعدت على اتجاه الدراسات الاستشراقية إلى تحقيق الأغراض العلمية الصرفة .
منها انحسار المد الاستعماري المباشر بعد الحروب العالمية الثانية ، وبرزت الأفكار الجديدة التي تنادي بالمساواة بين الدول ، وحق الشعوب ، وإلغاء الهيمنة والاستعمار .
ومنها تطور طرق البحث العلمية في مجال العلوم الإنسانية هذا التطور المرتبط بالتقدم العلمي في جميع المجالات .
ومنها سهولة الاتصال السريع  والفعال والمأمون بالشرق الإسلامي وشمال إفريقيا نتيجة تحسين طرق الواصلات ...
ومنها تطور المناهج العلمية وفعاليتها ، وذلك بتطبيق مناهج جديدة تساعد على الاستنباط والتحليل والتعليق ...
ومنها إقبال الآلاف من الطلاب الشرقيين على الجامعات الأوروبية والأمريكية
لا تزال الدراسات الاستشراقية الأوروبية تواصل مسيرتها الثقافية في ما يتعلق بالدراسات العربية والإسلامية ، إلا أنها لا تمتاز كسابقتها بالغزارة والعمق .وأصبحت النظرة الحديثة إلى الدراسات الإسلامية تمتاز بالموضوعية وعدم التحامل والعدائية ، وتحاول فهم التيارات الإسلامية الحديثة، التي أخذت في النهوض والتأثير على سياسة الدول العربية والإسلامية ...
واعتمدت الدراسات الاستشراقية على تطبيق منهج علمي صارم على الدراسات الإسلامية ، فوصلت به إلى نتائج علمية باهرة ، إلا أن بعض هذه النماذج لا تؤدي إلى فهم الإسلام ومبادئه وعقيدته كما ينبغي
مناهج المستشرقين
أن جميع المستشرقين أو معظمهم ينكرون نبوة الرسول العربي ويعتبرون القرآن من تأليف محمد أو أصحابه ، وكثيرا كانوا يستخدمون المنهج التاريخي لتفسير الفكر الإسلامي ومبادئه ومعتقداته .وعندما يتناولون الوحي والقرآن والسنة النبوية فإنهم يرجعونها دوما إلى نتاج للتاريخ وليس فكرا وعقيدة جديدة أتت بها الديانة الإسلامية من مصدر إسلامي خالص .
وهناك أسباب أخرى تؤدي بالمستشرقين إلى استخدام مناهج علمية لا تؤدي إلى علمية حقيقية في مجال الدراسات الإسلامية
منها عدم تخصص العديد من المستشرقين في بداية أمرهم في فرع معين من فروع الحضارة الإسلامية ...
ومنها أثر البيئة الأوروبية التي تربي فيها المستشرقون وأخذوا منها مناهجهم .
ومنها اتساع نطاق الفلسفة الوضعية ، وتأثيرها المباشر ...
ومنها أن المستشرق لا ينسى بيئته الأصلية التي تربي وترعرع فيها ، هذه البيئة  العلمية التي أنكرت الماضي ...

أهم المناهج الذي طبقه المستشرقون على الدراسات الإسلامية هو :
أولا: منهج التاريخي قد استخدم في أوروبا لدراسة المسيحية وهو يوافق ذلك وأما عندما يطبق المستشرق هذا المنهج على ظواهر الفكرية الإسلامية _ التي  في حقيقتها مثالية وليست مادية ، فتكون النتائج العلمية ليست صحيحة عند تطبيق هذا المنهج على الدراسات الإسلامية .
يضاف إلى ذلك أن استخدام هذا المنهج يؤدي إلى إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم صدقية الوحي الإلهي ، لأنه يحيل كل شيء إلى ظواهر تاريخية .
ثانيا: المنهج التحليلي الذي طبقه المستشرقون على الدراسات الإسلامية فإنه يعني تفتيت الظاهرة الفكرية إلى مجموعة من العناصر يتم التأليف بينها في حزمة لا متجانسة من العوامل أو الوقائع التي أنشأها .
ثالثا :المنهج الإسقاطي يتمثل في خضوع الباحث إلى هواه ، وعدم التخلص من الانطباعات التي تركتها لديه بيئته .... طبق المستشرقون المنهج الإسقاطي على الدراسات الإسلامية ، ووصلوا بتطبيقه إلى أحكام تعسفية لا صلة لها بالتحليل العلمي السليم .
رابعا:المنهج الأثر والتأثر:  أن المستشرقين استخدموا بطريقة مبتسرة بحيث فسروا الوحي الإلهي ، والفلسفة الإسلامية ، والفقه الإسلامي والسنة النبوية بأنها مستمدة من عوامل خارجية مارست عليها قواعد الأثر والتأثر فعلها ، وكأن هذه الحضارة مجتمعة نابعة من تطبيق هذا المنهج الذي ينفي كل أصالة للدين الإسلامي .
خامسا: منهج المطابقة والمقابلة. هذه أهم المناهج العلمية  التي استخدمها المستشرقون لدراسة الحضارة الإسلامية .
وأخيرا بعد أن ذكرنا منهاج هؤلاء المستشرقون رأينا أن المناهج الغربية 
لا تصلح علميا لدراسة الإسلام وحضارته ، وإنما يجب على الباحث النظر في مناهج الأخرى تصلح أساسا لهذه الدراسة ، وهذه المناهج تستند إلى مفاهيم إسلامية خالصة ، وبدونها لا يمكننا القول بصحة وموضوعية هذه الدراسات التي دبجها المستشرقون عن ديننا وتاريخنا ،علما بأن بعض هذه المناهج الغربية الحديثة قد سبق إليها المفكرون المسلمون الأوائل.
وإن مناهج البحث في العلوم الإسلامية هو الاتباع والأخذ بما جاءت به  الشريعة الإسلامية حتى تكون نتائجه العلمية صحيحة ومتفقة مع روح الإسلام ،وهي  تختلف كثيرا عن مناهج المستشرقين التي طبقوها على الدراسات الإسلامية .
وعموما أن مناهج المستشرقين في مجملها هي مناهج غربية نشأة في بيئات معينة وواجهت ظروفا خاصة ، وقضايا محددة ، هي تختلف من مكان إلى مكان ومن مرحلة زمنية إلى أخرى ، بينما تمتاز المناهج الإسلامية بالثبات والشمول وعدم تغيرها زمانا ومكانا لاستنادها إلى القرآن والنبوة .
الباب الثاني
الاستشراق وبعض القضايا الإسلامية
أولا: الاستشراق والقرآن الكريم
القرآن هو كلام الله المعجز ، المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته .
ومن خصائص القرآن أنه نزل منجما ، إخباره بالغيب ، أن بعضه نزل بمكة وبعضه الآخر نزل بالمدينة ، ويمتاز كل نوع بخصائص فنية ولفظية وعلمية ، احتواؤه على الآيات الناسخة والمنسوخة ، احتواؤه على آيات محكمات وأخر متشابهات .
وهذه هي أهم خصائص القرآن ، وقد تعرض لها المستشرقون بحثا ودراسة وأوردوا عليها مطاعن عدة ، حاولوا من خلالها التشكيك في صحة القرآن وصدوره عن الله .
المستشرقون وترجمة القرآن الكريم
وقد ترجم القرآن إلى السريانية ، زمن ولاية الحجاج بن يوسف في خلافة
((عبد الملك بن مروان )).ويذكر المستشرق الفرنسي المسلم ((مونتليmonteil   ))أن الفيلسوف اليوناني ((نقيطاس ))، الذي عاش في القرن الثالث الهجري قد نقل القرآن إلى اليونانية وهو يشتمل على الترجمة والتعليقات والنقد والرد شأن بقية المترجمين الأوائل .أما ترجمة القرآن إلى لغات الأقوام التي انتشر فيها الإسلام فقد كانت قديمة جدا ، ولكن الذي يهمنا هو ترجمة القرآن إلى اللاتينية أولا ثم إلى اللغات الغربية المعاصرة ثانيا نظرا لتحديد دراستنا بالمستشرقين. فبعد ترجمة القرآن الأولى إلى اللاتينية تحت رعاية (( بطر المبجل )) منذ عام 1143م تلتها ترجمات أخرى لاحقة أهمها التي أنجزها ((توماس هينكلمان t.hinklemann))عام 1694م ثم تلتها ترجمات أخرى لاتينية أشهرها ترجمة العلامة الأب ((ماراتشي ))l.marracci الذي قضى فيه أربعين سنة من عمره بحيث استقى ترجمته من المصادر العربية الأصلية ، وتمت طباعة هذه الترجمة بمدينة بادوا عام 1698م.وعندما ينظر الباحث إلى تراجم القرآن إلى اللاتينية في هذه الأزمنة المتقدمة والمشوبة بالتعصب الكنسي ضد الديانة الإسلامية ومؤسسها يلاحظ عدم قيامها على مبدأ البحث العلمي النزيه .
الغرض من ترجمة القرآن الذي حاول المستشرقون الوصول إليه هو تحقيق أهداف دينية صرفة ، ذلك أن( بطرس المبجل )الذي أشرف على ورعي الترجمة الأولى للقرآن قصد من وراء ذلك إطلاع علماء الغرب ومثقفيه على الكتاب المقدس الإسلامي ، حتى يتمكنوا من معارضته .
المستشرقون ومصادر القرآن
يؤمن المسلمون إيمانا مطلقا بأن مصدر القرآن هو الله سبحانه وتعالى ، الذي أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم مدة البعثة ، وهذا الإيمان من الأمور الاعتقادية التي لا مجال للشك .
وأما المستشرقون لا يؤمنون بالمصدر الإلهي للقرآن ، وحاولوا أن يتلمسوا العديد من المصدر أجهدوا أنفسهم للحصول عليها وتبريرها لإرجاع مصادر القرآن إلى عدة عوامل داخلية وخارجية حاولوا البرهنة عليها ما استطاعوا فلم يفلحوا
وبالجملة أن المستشرقين يرجعون مصدر القرآن إلى عاملين رئيسين 
داخلي : وهو مستمد من أعراف الجاهليين وديانتهم ومن أوامر، ومن أحكام ذوي الرأي ، والمكانة العالية بين أقوامهم .
خارجي: وهو مستمد من تعاليم الديانتين اليهودية والمسيحية.
المستشرقون والوحي الإلهي
ونحن كمسلمين نعتقد الوحي الإلهي ، ونسلم به وبأساليبه ، ونؤمن كذلك بالاتصالات الروحية بالملكوت الأعلى ، واستمداد معارفنا من الله عن طريق ليست مألوفة لدينا .ويتميز الوحي بنزوله على عباده الصادقين من عباده.
ذهب المستشرقون مذاهب شتى في تفسير الوحي الإلهي المنزل على النبي العربي ولكنهم أجمعوا على إنكاره ، وأتوا بتفسيرات ، وتعليلات ، وتأويلات حاولوا من خلالها تفسير التصرفات التي تنتاب الرسول إبان نزول الوحي عليه على أن إنكارهم للوحي قادهم بداهة إلى إنكار المصدر الإلهي للقرآن الكريم الذي أجمعوا أيضا على بشريته أيضا .
ومن هنا نصل إلى نهاية هذا البحث مفادها صحة الوحي الإلهي الذي ينزل على الرسول عن طريق جبريل عليه السلام .وهذا الوحي خارج عن الذات المحمدية ، وليس تعبيرا عن اللاوعي أو الشعور ، وليس أثر من آثار الزهد والتصوف اللذين أخذ بهما الرسول فبل البعثة ،...
وما علينا إلا أن نؤمن بأن الوحي هو ما كلف الله به أنبياءه من آياته وكتبه لتبلغيها إلى عباده مهما اختلفت صوره وتعددت ، تصديقا لقوله تعالى(وما كان لبشر أن يكلمه الله  إلا وحيا أو من وراء حجاب  أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ))[سورة الشورى الآية 51].
المستشرقون وجمع القرآن وترتيبه وكتابته ورسمه
يراد بجمع القرآن أمران :
 حفظه واستظهار في النفوس .2.كتابته بعد جمعه من الصحابة والصحف.  وأهم  انتقادات المستشرقين لجمع  القرآن وترتيبه ورسمه لا تخرج عن هذه الشبهات هي:
أنه في أثناء جمع الصحابة للقرآن سقط منه بعض الشيء استنادا إلى بعض الأحاديث الضعيفة ..
ومنها أن الصحابة حذفوا من القرآن بعض الآيات للمصلحة ، كمن زعم أن عليا أسقط آية المتعة .
ومنها قولهم عدم إثبات عمر لآية رجم الزاني الشيخ.
ومنها أن جمع القرآن من صدور الحفاظ على ما كان منهم أحياء وربما بقي بعضه في صدور الأموات ..
ومنها الأغراض السياسية التي لعبت دورا في إسقاط العديد من الآيات التي تمجد عليا وأحقيته في الخلافة .
ومنها أنه قد حصل في القرآن زيادة ونقصان إبان جمعه والدليل على ذلك إنكار ابن مسعود لسورتي المعوذتين من القرآن ، وأن في القرآن ما هو من كلام أبي بكر وكلام عمر
ومنها إنكار نقل القرآن بالتواتر ..
ومنها ضياع العديد من الآيات القرآنية أثناء جمعه استنادا إلى قول عمر ((لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله , قد ذهب منه كثير ولكن ليقل :قد أخذت ما ظهر منه)).وهذه الشبهات التي أوردها المستشرقون .وقد رد عليهم كلها .
الفصل الثاني
المستشرقون والسنة النبوية
السنة هي المصدر التشريعي الإسلامي بعد القرآن وهي بهذه الصفة لها  حجيتها ويجب العمل بمقتضاها إذا ثبت روايتها عن الرسول عن طريق العدل الضابط  إلى الضابط منتهاه بدون شذوذ ولا علة .وأساس حجيتها تستند إلى ما جاء في القرآن من الأمر بطاعة الرسول ، وجعل طاعته طاعة لله تعالى لقوله تعالى ((من يطع الرسول فقد أطاع الله )) وغيرها من الآيات .
درس  المستشرقون السنة بكل الجوانب سواء كان من حيث تدوين أو من حيث الرحلة في طلبه ، أو من حيث أقسامه واغلوا في هذا النقطة وأتوا بتأويلات وتفسيرات شتى حاولوا من خلالها البرهنة على أن معظم الأحاديث موضوعة عن الرسول لأسباب سياسية ومذهبية صرفة وهي أعظم الشبهات التي أوردوها  عليه .

والله أعلم بالصواب
وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين







تقرير 9 - هاملتون جيب وكتابه الاتجاهات الحديثة في الإسلام
التعريف بالمؤلف :
هاملتون جيب من أكبر مستشرقين إنجلترا في وقته ولد في الإسكندرية وتعلم في انجلترا ورحل إلى الدول العربية وقابل العديد من الأدباء العرب عمل استاذ للعربية في اكسفورد , ثم استاذ في جامعة هارفارد الأمريكية ثم مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد منح سنة 1954 لقب سير وهو محرر الطبعة الإنجليزية من دائرة المعارف الاسلامية كما تعين عضو في مجمع اللغوي المصري وعضوا مراسلا في المجمع العربي في دمشق والمجمع العربي العراقي , كتابته عميقة خطيرة اهتم بالأدب وكتب عن التاريخ الاسلامي رفع من شأن العصر الجاهلي ولم تعجبه تسميته واطلق عليه العصر البطولي كما حاول أن يرد كل تقدم في الاسلام إلى المسيحية وأشاد بالثقافة اليونانية وحاول أن يرد إليها الأدب العرب .
حرر في الطبعة الثانية من الدائرة 17 مادة أغلبها تراجم متنوعة وقد كتب منتقصا ابا عبيدة رضي الله عنه وللأسف يصفه بعض المسلمين أنه خدم العروبة والإسلام .
مؤلفاته :
1- إلى أين يمضي الإسلام .
2- المجتمع الإسلامي والغرب .
3- دراسات في حضارات الإسلام.
4- الاتجاهات الحديثة في الإسلام , أحد أشهر مؤلفاته ، وهو في الأصل المحاضرات التي ألقاها في مؤسسة هاسكل لدراسة الأديان المقارنة ثم جمعت وطبعت ككتاب , وذلك لأن فحوى الكتاب ومبتغاه محاربة الإسلام والطعن فيه من خلال الطعن في رسول الله والصحابة وتحريف الحقائق وتزيف الوقائع , وفي الوريقات القادمة اعرض لمنهجه في الكتاب وأذكر الملاحظات عليه .
ملاحظات على كتاب الاتجاهات الحديثة في الإسلام
تشكيكه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبان القرآن منزل من الله بل يعتبر ان محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه متوهم ان الله يوحي إليه وذلك بسبب ما يحصل له من غياب عن الوعي , تعالى الله ورسوله عما يقولون.
يدعوا إلى التجديد في العقيدة من منطلق أن الإجماع مع القرآن والسنة هو من أسس العقيدة والإجماع يعتمد على الناس ولذلك يريد من الناس الإجماع على تغير العقيدة .
كذلك يدعوا إلى العلمانية ويمدح المجددين , وهم في الأصل محرفين للدين , ومنهم اشد فيكون منكرا من الأصل
يقول أن الإسلام الصحيح لم يكن إلا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر فقط أما غيره هذا العصر فلا.
يقول بتعدد الإسلام فيقول الإسلام الهندي والماليزي والسني ثم يقول بان الاتجاه التجديدي هو التصوف ويمدحه وينسب الفضل للتصوف في نشر الإسلام في دول العلم لأنه متسامح أما الإسلام السني فهو متعصب يستخدم القوة والسيف.
ينقل أقوال الشاعر إقبال على أنه مجدد للدين وينقل قوله في اضطهاد الإسلام للمرأة بتعدد الزوجات و قسمة الميراث والحجاب وهو يؤيده بالطبع في كل كلامه , ثم يشيد بالمسيحية لأنها انصفت المرأة .
يدعي أن بعض المسلمين اتجهوا إلى الفلسفة للدفاع عن دينهم لان الدين روحي نظري والفلسفة تجريبية؟؟؟ .
يقول أيضا  ان المجددين استفادوا من المسيحين المبشرين في محاولة تجديد الدين الإسلامي وجعله مقبولا عند الناس .
يقول بان الإسلام يمضي إلى النهاية لأنه لا يواكب الواقع وأن الإنسان اصبح الان متعلم لا يمكن ان يصدق ما يقال له نعم لا خوف من كفر الفلاح لأنه جاهل ولكن المتعلمين وخاصة بعد انفتاح العرب على أوربا .
يدعو إلى المسيحية بإنزال المدح عليها وكيف انها تحفظ حقوق البشر إلى غير ذلك من الخزعبلات والخيالات الغير واقعية.
يقول بان العرب اسلمت لانهم يحبون الشعر والكلام البليغ فهو يؤثر فيهم اكثر من غيرهم لذلك نجح عندهم القرآن ويقول بان السنة -النبوية- كانت إلى وقت قريب العلماء يأخذون بها على انها صحيحة ولكن الان في عصر التجديد بدأ الناس يمحصونها ويردون بعضها .
يلفق التهم على أئمة المسلمين بقوله أنهم كانوا يحرمون شرب القهوة حتى انهم قتلوا أناس كانوا يشربونها ولكن لما ثار الناس ولم يستسلموا لرغبات العلماء اصبحت القهوة حلال لان الناس اجمعوا على شربها ؟؟ كلام سخيف لا يقبله عقل.
يمجد المنطق والفلسفة ويمدح كثيرا بمحمد عبدوه والأفغاني والشاعر محمد إقبال على انه مجدد وكذلك الشيعة ويعتبر بعض علماءهم ممن استدل بكلامهم انهم مجددون وكذلك يمجد التصوف , ويذم الفقهاء الأربعة والحركة السلفية ويفتري عليهم إلى غير ذلك من الافتراءات الكبيرة على الدين وعلى الله فيقول أن الله خاطر بخلق الإنسان لثقته به! وهل الله لا يعلم ما سيكون حتى يخاطر تعالى الله عما يقول الجاحدون ويفتر المبطلون علوا كبيرا  .
نقد منهج جب هاملتون
في كتابه الاتجاهات الحديثة في الإسلام وبيان كذبه
أنه من غير العادل إطلاق كلمة منهج على الاسلوب الذي اتبعه جب في كتابة كتابه السابق ذكره لان المنهج يكون مبني على اساسيات وقواعد صحيحة وصادقة هدفها الوصول بالقارء إلى الحقيقة وهذا بخلاف كتاب جب حيث أن الكتاب من أوله إل آخره مبني على الكذب والخداع وهذا ما سأبينه من خلال عرض كذبه في هذه الوريقات ومن الله التوفيق .
أولا : اتهامه الناس بالباطل  وأسوء إتهام ما قاله على الحبيب المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بمرض التخيل الذي يأتيه بعدما يفيق من غيبوبة صغيرة أشبه بالصرع والعياذ بالله هذا الاتهام لا يقوله عاقل ولا يقبله عقل لان الجميع مجمع الكافر قبل المسلم على أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قاد أمه وارتقى بها من الحضيض إلى القمة في وقت قصير فكيفك يستطيع شخص مريض أن يقود أمه وهو لا يقدر أن يسيطر على مرضه؟ .
ثانيا : الكذب الذي لا حد له , فهذا الرجل ( جب ) عليه من الله ما يستحق لم يدع مجال للصدق في كتابه حيث أنه جعل من الكذب منهجيته التي سار عليها  ,كقوله مثلا : ( أن الفقهاء كانوا يقيمون حد القتل على من يشرب القهوة حتى ثار الناس عليهم واجمعوا على شربها فسلم الفقهاء لهم بحلها) وقوله : ( أن القرآن فيه نصوص مأخوذة من التوراة , وكذلك استفاد النبي محمد من الفلسفة اليونانية ) وقوله : ( أن المسلمين المجددين استفادوا من المسيحين المبشرين وكذلك من الفلسفة اليونانية في جعل الدين مقبول عند الناس ) وهل هناك شر ابتُليَ به الدين أكثر من المبشرين المنصرين , والفلسفة اليونانية الإلحادية , وغير ذلك من الأكاذيب التي لا نهاية لها .
ثالثا : التشكيك فقد كان يسبق قلمه ولسانه سوء نيته في الآخرين وهذا بسبب ما عنده فالإناء ينضح بما فيه مثال ما قاله عن الصحابة : ( أنهم أسلموا لانهم يحبون الشعر فجاء النبي بالقرآن وهو كلام بليغ فملك به عواطفهم وعقولهم فدخلوا الإسلام حبا في اللغة الفصيحة للقرآن ) , والأسواء تشكيكه بالقرآن وأنه من عند الله فيقول : ( القرآن هو مجموع خطب محمد وهي مأخوذة من الكتابيين والفلسفة اليونانية ) ومن المعلوم أن للرسول خطب وأحاديث مجموعة في مؤلفات وهي تختلف عن القرآن فصاحتا وبلاغة بل حتى توراتهم وانجيلهم لا تصل إلى بلاغة الشعر والنشر العربي فضلا عن القرآن فكيف يكون القرآن مستل منها؟ .
رابعا : الشوشرة فهو يحاول البحث عن مسائل التي من الممكن أنها تثير الفتنة فيحركها بخبث كمسألة حقوق المرأة في الإسلام وأنها مضطهدة فيذكر  أن المرأة ترث نصف ما يرثه الرجل وكذلك مسألة تعدد الزوجات , وهذا كله حتى يحرك المنافقين أشباهه من العرب المنتسبين إلى الإسلام حتى يبلبلوا بالفتنة ويوقظوها , كما أنه يدعو المسلمين أن يعتمدوا منهج المسيحين في إنصافهم المرأة , وهذا من الغرائب لكن على من عندهم عقل حيث أن الديانة المسيحية المحرفة هي من أسوء الديانات في اضطهاد المرأة وسلبها حقوقها بل ليس لها أي حق فهي عندهم في ديانتهم كالجارية وربما أسوء ونصوص التوراة تثبت ذلك .
خامسا : الاستفزاز : فهو يحاول استفزاز المثقفين والمتعلمين بقول : ( إن الإسلام لا خوف عليه في الأرياف لأنهم أناس غير متعلمين ولا مثقفين ولكن الخوف على الإسلام من أصحاب العقول والمتعلمين ) فهو يحاول أن يستفز المتعلم بطريقة خبيثة فهو كأنه يقول أن الدين الإسلامي لا يقبله عقل متعلم فإذا قبلته أيه المتعلم فأنت في نظرنا ويقصد معشر المثقفين الغربين جاهل لا تختلف عن إنسان البادية الذي لا يستخدم علقه .
سادسا : تطاوله على أسياده من رجال هذا الدين العظيم كالأئمة الأربعة وعلى أهل السنة ومشايخهم واتهامهم زروا وبهتانا  كقوله : ( أن الأمة الأربعة استغلوا الناس واضطهدوهم ) وقوله كما يزعم أن الحركة الوهابية : ( أنه كان يعامل الناس بالسيف).
سابعا : قلبه للحقائق ومن ذلك قوله أن الإجماع هو إجماع الناس , فإذا أجمع الناس في عصر على شيء فيصبح اجماعهم من الدين حتى وان كان في العقيدة بل يشجع الناس على ذلك , وهذا من أسوء التعاريف التي عُـــرِّفَ بها الإجماع والمصيبة أن هناك ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يرى صحة هذا القول , كذلك قوله : ( أن التصوف هو الإسلام الصحيح وأن المنهج السني أساء للدين ولولا التصوف لما نشر الإسلام ) وهل هناك أسوء من هذا القلب الغريب للحقائق؟ بل أن من اكبر المصائب التي مني بها المسلمين هو التصوف المتطرف الذي يدعو جب له .
ثامنا : إطلاقه أحكام لا صحة لها وليس لها أي دليل بل هي تخرصات مبنية على أهوائه المظلة مثل قوله : ( إن الإسلام الصحيح هو ما كان في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ) ولا أفهم على أي اساس اطلق هذا الحكم وهل الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم لم يرتقي إلى الكمال؟ .

تقرير 10 - مونتجمري وات وكتابه محمد في مكة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فإن كتاب محمد في مكة لمؤلفه ((مونتجومري وات )) المستشرق، لقد اطلعت عليه وهو في مضمونه يحمل بعض الافتراحات، كما  يوجد فيه أيضا الازدواجية التاريخية ، ولذا أريد أن أتناول في هذا التقرير على النقاط التالية :
1. تعريف بالمؤلف.2. مؤلفاته .3.مضمون الكتاب .
4. الملاحظة على كتابه (محمد في مكة ).
أولا : تعريف المؤلف : هو مونتجومري وات / منتقري وات w .montgomery: مستشرق إنجليزي معاصر ، عميد قسم الدراسات العربية في جامعة العربية أدنبرة حتى تقاعد (1964-1979).
ثانيا : ومن كتبه :
- كتاب ((محمد في مكة )).
-  ((محمد النيي ورجل الدولة )) اتهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالغدر ، والشهوانية ، وأن أفكار محمد القرآنية أنتجها خياله المبدع ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم مما يزعمه الأفاكون.
- وله مقالات عدة منها :
- الإسلام والجماعة الموحدة .
- والجدل الديني .
- تاريخ الجزيرة العربية .
- حرر في الطبعة الثانية من الدائرة (14) مادة ترجم فيها لجاهليين وصحابة محمد صلى الله عليه وسلم وعن بعض الفرق ،وقد شكك في القرآن ، كما انتقص من النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – وشكك في صحة هجرة الصحابة مدعيا أن سببها ليس الاضطهاد ، وإنما معارضة سياسة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفريق معه (1).
ثالثا .مضمون الكتاب محمد في مكة : وبدأ المؤلف الكتاب الفصل الأول البيئة العربية  وتناول فيها
1. العوامل الاقتصادية ، وبين فيها ما تقوم به حياة البدو ، على تربية المواشي ، وخاصة الجمل ، ويقول يعتمد البدوي على  أمورا مقررة : فالسرقة في نظره ليست جريمة سواء كانت في السطور على واحة أم على قافلة .
2. السياسة في مكة : كان النزاع مستمر في المجتمع المكي التجاري من أجل السلطة .
أ. التجمعات السياسية عند القريشيين .
ب. الشؤون الإدارية في مكة ، لم يكن يوجد في مكة سوى مجلس شيوخ يسمى الملأ. وكان عبارة عن مجلس من زعماء القبائل المختلفة .وكان مجلسا استشاريا ولم يكن له أية سلطة تنفيذية خاصة .
ج. القريشيون والقبائل العربية .النبل والفضل عند عرب الصحراء يعتمدان على القوة الحربية .
د. السياسية الخارجية في مكة ، كانت مكة تقع ضمن دائرة مصالح دولتين كبيرتين الإمبراطورية البيزنطية وفارس ، ودولة أقل شأنا منهما هي مملكة الحبشة .
البيئة الاجتماعية والأخلاقية
أ‌-                 العصبية القبلية والنزعة الفردية ، العصبية القبلية عالم أساسي للعيش في الصحراء .فالإنسان بحاجة لمساعدة الآخرين ضد قوى الطبيعة وأعدائه .
ب‌-            المثل الأعلى الأخلاقي ، يمكن تسمية المثل الأعلى عند العرب خاصة المروءة شجاعة في القتال ، وصبر على شدائد وتمسك بالثأر وحماية للضعفاء ، وتحد للأقوياء ) هذه فضائل تحتاجها القبيلة إذا أرادت أن تنجح في نضالها في الحياة في الصحراء .
انحطاطا الديانة القديمة ، كانت تلك الديانة له ثمرة تطور طويل .وكانت الحجارة والأشجار، في الأصل ، من بين أوائل الأشياء المعبودة .وكان ينظر إليها في بعض الأحيان لا على أنها آلهة بل على أنها موطن لآلهة .
- النزعة الإنسانية القبلية : وهي على عكس الديانة القديمة ،حيث تجد هذه النظرة معناه في القيم الإنسانية الصرف وفي السلوك .
ظهور النزعات التوحيدية : ولا شك أن بذور التوحيد هذه عند العرب قد ظهرت بفعل التأثيرات المسيحية اليهودية . والصحيح أن عقيدة التوحيد كانت عند العرب منذ حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام .
ثم بدأ الفصل الثاني ، وفي هذا الفصل  ذكر المؤلف نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم مولده وطفولته صلى الله عليه وسلم ثم زواجه من خديجة رضي الله عنها ثم ذكر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم بدأ الفصل الثالث . وذكر فيها تاريخ القرآن وتناول مضمون الآيات الأولى وهي سورة العلق واسترسل فيها ثم ذكر ما يجب على الإنسان أمام رحمة الالهية ’ أن يكون شاكرا عابدا لله .
الناحية الدنية :يتعلق الجانب الديني لمشاكل مكة قبل الإسلام بما يحيي ويستمدون منه مغزى الحياة .وكانت الديانة القديمة البدوية تستمد مغزى الحياة من الشرف ومن خلود القبيلة .وقد قال في أخر هذا الفصل وهو يرد على أفكار بعض الغربيين الذين يقولون بأن القرآن من صنع محمد وأنه يردد القصص المعروفة بعد أن سرد أقوال المسلمين قال هذا ما يمكن التقدم به من مسلم يحاول إقناع غربي لا يؤمن بالمعجزة ، بأن القرآن أصيل وليس ترديدا لأقوال سابقة .
الفصل الرابع: المسلمون الأوائل  .
وذكر الذين اسلموا من الصحابة وشكك في بعضهم خاصة عمر رضي الله عنه ويقول أنه ما أسلم إلا لغرض .
-  وهنا أشار إلى أن عمر رضي الله عنه  دخل الإسلام لمقصد الاقتصادي، وهذا بهتان عظيم ، بل أسلم ابتغاء وجه ربه الأعلى، كما هو معروف في قصة إسلامه رضي الله عنه ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا  الله أن يعز الإسلام بأحب العمرين وهما عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب وكان أحب العمرين عند الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وأهم فكرة نستخرج من هذا العرض هو أن الإسلام الفتي كان في الأساس ، حركة شباب، إذ أن معظم الذين نعرف اعمارهم لم يتجاوزوا الأربعين عند الهجرة .
ويقول أن عمر قد أحس بالعار الذي يلحق بقبيلته حين علم أن أخاه وأخته قد اعتنقا الاسلام .(الرواية الأولى ) ولا نجد أية اشارة إلى العوامل الاقتصادية . ومع ذلك فإن عمر ، وإن كان واثقا من مكانته في القبيلة ،أحس بالضيق بسبب مكانة قبيلته في مكة .
ولا يستبعد أن يكون شعوره بالضيق قد ضاعف حقده على زملائه الذين كانوا يتولون قيادة القبيلة خشية ، أن يؤدي اعتناقهم للإسلام  إلى تدهور حالة القبيلة العامة .
ولهذا فليس غريبا أن بعض الأشخاص قد دفعهم إلى الإسلام النواحي السياسية والاقتصادية . ولم يكن محمد قط مصلحا اجتماعيا بل كان مؤسس ديانة جديدة .
الفصل الخامس تتكلم عن المعارضة .
وكان يزعم ان الصاحبة رضي الله عنهم لم يهاجروا إلى الحبشة فرار بدينهم بل هاجروا لغرض السياسة التي كانت بيهم وهذا باطل بل ان الصحابة هاجروا إلى الحبشة لأجل الاضطهاد والظلم الذي مورس عليهم  من جهة كفار قريش والدليل على ذلك كثيرة .
وكما  يزعم أن سبب الهجرة هو أنه انقسام قوي في الرأي داخل أمة الإسلام الناشئة . أن عثمان بن مظعون أراد إدخال نزعة زهدية في الإسلام فلم يوافق محمد صلى الله عليه وسلم.
 وكان عثمان قد انضم إلى محمد مع أربعة من أصدقائه ، وكانوا من الشخصيات المهمة وكان هو أكثرهم نفوذا . فيجب إذن اعتباره زعيم جماعة المسلمين المنافسين للجماعة التي كان يقودها
أبو بكر . وقد ظل عمر ، حسب قول ابن سعد بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه ، لا يحترم عثمان لأنه مات على سريره.
وهذه الملاحظة من بقايا العداوة بين عثمان بن مظعون وجماعة أبي بكررضي الله عنه . ويقول وهناك دلائل أخرى على الخلاف بين المسلمين . كان خالد بن سعيد (من عبد شمس ) من أوائل المسلمين وكان أول من هاجر إلى الحبشة ، ولكنه لم يرجع قبل خيبر . ويبدو أنه أظهر بعض العداوة لأبي بكر رضي الله عنه  بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم, وهذا دليل على أن فئة كانت تعارض أبا بكر رضي الله عنه  .
الفصل السادس : محاولات القبائل البدوية :
وكان صلى الله عليه وسلم، ينتهز فرصة إقامة الاسواق ليدعو القبائل البدوية، إلى الدخول في الإسلام .
رابعا: ملاحظات على  الكتاب :
1. وكان يزعم أن الإسلام استفاد  التوحيد من اليهودية والمسيحية.
2. ويزعم أيضا أن الصحابة رضي الله عنهم كان بينهم خلاف والعداوة ، خاصة بين عثمان بن مظعون ، وجماعة أبي بكر رضي الله عنه.
3. ويري أن الهجرة إلى الحبشة لم تكن فرار بالدين  بل إنما هو خلاف سياسي.
4. وكان يزعم  أن عمر رضي الله عنه لم يسلم حبا للإسلام بل . لا يستبعد أن يكون شعوره بالضيق قد ضاعف حقده، على زملائه الذين كانوا يتولون قيادة القبيلة خشية ، أن يؤدي اعتناقهم للإسلام  إلى تدهور حالة القبيلة العامة . ولهذا فليس غريبا أن بعض الأشخاص قد دفعهم إلى الإسلام النواحي السياسية والاقتصادية . ولم يكن محمد قط مصلحا اجتماعيا بل كان مؤسس ديانة جديدة.
5. ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قط مصلحا اجتماعيا ، بل كان مؤسس ديانة جديدة ، وهذا باطل بل كان صلى الله عليه وسلم مصلحا وقائدا وكان داعيا إلى التوحيد كما دعت إليه الرسل الذين سبقوه كما بين الله ذلك بقوله :{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل: 36].
6. وكان منهجه في إثبات التوحيد عند العرب فيه خلط حيث يدعى أن الإسلام استفاد التوحيد من اليهودية والمسيحية .
وهذا ما ظهر لي في هذا التقرير والله أعلم.
وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آل وصحبه أجمعين .









تقرير 11 – عرض كتاب الاستشراق المعاصر وعلم الحديث
المبحث الأول
تعريف الاستشراق ونشأته وتطوره
المطلب الأول: تعريف الاستشراق:
يذهب الدكتور الطيب بن إبراهيم إلى أن الشرق الذي اهتم الغرب بدراسته والتخصص في ثقافته وتراثه، وهو "الشرق الهوية" وليس الشرق الجغرافي الطبيعي
ويؤكد ذلك الدكتور عل النملة بقوله: إن الاستشراق يشير الى "تصدر علماء غير مسلمين من الشرق أو الغرب، عربا أو غير عرب لدراسة علوم المسلمين وحضارتهم ومعتقدهم وتقاليد شعوبهم وعاداتها.
ظهور مصطلح "الاستشراق".
يعود تاريخ ظهور مصطلح الاستشراق إلى عام 1838، وقد عقد أول مؤتمر دولي للإستشراق في باريس، عام 1873م.
المطلب الثالث: الاستشراق في العصر الحديث:
مع بدايات القرن العشرين، وخاصة بعد العالمية الثانية التي وضعت أوزارها عام 1945م، اهتمت الدوائر الاستشراقية بمراجعة "الاستشراق" والعمل على إصلاح مؤسساته.
ويعد تقرير سكاربورو عام 1947م، واضع شرعة الاستشراق الحديث في بريطانيا، حيث أكد على ضرورة معرفة وفهم البلدان البعيدة بشكل صحيح، حتى لا تبقى العلاقات معها خاضعة للخرافات والجهل.
ويمكن إجمال أهم مميزات الاستشراق في العصر الحديث في النقاط الآتية:
1.                  الارتكاز بشكل أوضح على النظرة العلمية، والتعميق في الدراسات الإسلامية والعربية من مصادرها الرئيسية.
2.                  الاهتمام بدراسة الواقع السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي للشعوب الشرقية.
3.                  التوسع في إنشاء المراكز العلمية والجمعيات الاستشراقية المتخصصة بمجال معين أو إطار جغرافي محدد.
 المبحث الثاني علاقة الاستشراق بعلم الحديث والموقف من جهود المستشرقين
المطلب الأول: علاقة الاستشراق بعلم الحديث:
كان توجههم إلى دراسة علم الحديث متأخرا وقليلا إذا ما قورن بغيرة من التخصصات.
وقد تمثل اهتمام المستشرقين بعلم الحديث في ثلاثة محاور رئيسية وهي: التحقيق، والتأليف، والترجمة.
المحور الأول: التحقيق
كما بين تميز تحقيقات المستشرقين لكتب التراث بما يأتي:
1.                  المحافظة الدقيقة – غالبا – على ما في الأصول المخطوطة التي يطبع عنها.
2.                  وصف الأصول التي يطبعون عنها وصفا جيدا.
ومن أشهر تحقيقات في علم الحديث ما يأتي:تحقيق كتاب صحيح البخاري، حيث نشر المستشرق الألماني
المحور الثاني: التأليف:
حظي هذا المحور باهتمام واسع من قبل المستشرقين، حيث كتبوا عددا من البحوث والدراسات حول حجية السنة، وتدوينها، وغير ذلك من القضايا المتعلقة بها، كما أعدوا الفهارس الموسعة لكتب الحديث النبوي، ويمكن تقسيم أعمالهم في هذا المحور إلى ثلاثة مجالات:
المجال الأول: تأليف الكتب:
تعد مؤلفات المستشرقين المتخصصة في علم الحديث قليلة إذا ما قونت بالكتابات في غيرها من التخصصات.
المجال الثاني: إعداد الدراسات والأبحاث المتخصصة:
أعد المستشرقون كثيرا من الدراسات والأبحاث حول علم الحديث، ومن هؤلاء المستشرق ليكومت، فقد كتب بعلم الحديث.
المجال الثالث: إعداد الفهارس العلمية:
امتازت مطبوعات المستشرقين عامة بالعناية بوضع الفهارس المرشدة للقارئ أتم عناية، وتفننوا في أنواعها، مرتبة على حروف المعظم، ومن ذلك: فهرس الأعلام، وفهرس الشعراء، وفهرس القبائل.
ومن أشهر أعمال المستشرقين في مجال إعداد الفهارس لكتب الحديث ما يأتي: المعجم المفهرس للألفاظ الحديث النبوي
المحور الثالث: الترجمة:
كان للترجمة نصيب من جهود المحدثين في علم الحديث، فقد ترجموا بعض كتب الحديث الشريف، كما ترجموا عددا من الكتب المتعلقة بعلوم الحديث.
المطلب الثاني: الموقف من جهود المستشرقين:
تعددت مواقف الكتاب والباحثين من جهود المستشرقين، وذهب غيرهم من الباحثين إلى تقسيم تلك المواقف إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: موقف القبول المطلق، وموقف الرفض المطلق، وموقف المواجهة الإيجابية، وذلك في محاولة لإبراز الموقف المعتدل من جهود المستشرقين ودراساتهم.
المبحث الثالث
المرتكزات المنهجية الخاطئة لدراسات المستشرقين في علم الحديث
1/ التعصب وعدم الموضوعية.
ولعل الدافع إلى الوقوع في هذا الخطأ المنهجي يتمثل في أمرين:
1.                  الشعور بالخوف من انتشار الإسلام، ونجد التعبير عن هذا الشعور في ثنايا كتابات بعض المستشرقين.
2.                  اتخاذ موقف عدائي ضد الإسلام، حيث نجد في كلام بعض المستشرقين وصف الإسلام بالعدو
المطلب الثاني: المنهج المادي التاريخي.
فالمسشرقون يفصلون بين الحديث والوحي، وينظرون إلى الحديث نظره مادية بحتة، وقد أدى بهم ذلك الى نتائج لا يمكن التسليم بها في المنظور الإسلامي.
المطلب الثالث: تطبيق نظرية التطور على دراسة الأديان.
تظهر كتابات بعض المستشرقين في علم الحديث تأثرهم بنظرية التطور المنسوبة إلى دارون، والتطور في علم الأحياء.
المطلب الرابع: الانتقاء الكيفي وتجاهل الأدلة المضادة.
من الأخطاء المنهجية التي تزري بالبحث العلمي وتصرفه عن مساره الصحيح الانتقاء الكيفي للمعلومات والمصادر العلمية وتجاهل الأدلة المضادة المتعلقة بموضوع البحث.
المطلب الخامس: الاستقراء الناقص وتعميم نتائجه.
يعتمدوا المستشرقون أحيانا على الاستقرار الناقص لبعض جوانب القضية المطروحة للبحث من مصادر ومراجع منتقاة، ثم عمموا نتائج هذا الاستقراء وأصدروا الأحكام بناء عليها
المطلب السادس: الشك غير المنهجي والاعتماد على الاحتمالات.
يقابل هذا الشك شك غير منهجي مبنى على الاحتمالات والأوهام، وليس له مبرر علمي ، ويتمثل هذا النوع من الشك في الإفراط في الشك والاتهام لبعض المسلمات العقلية والحقائق العلمية.
المطلب السابع: الاعتماد على المصادر غير الأصيلة.
ومن الأخطاء المنهجية الرئيسية التي انحرفت بأبحاث المستشرقين عن جادة الصواب في دراساتهم للحديث النبوي خاصة والإسلام عامة، اعتمادهم في بعض الأحيان على المصادر غير الأصلية، التي لا تناسب موضوع البحث.
المبحث الرابع /المنطلقات الفكرية المنحرفة لدراسات المستشرقين في علم الحديث
المطلب الأول: التصور الخاطئ عن الرسول صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به.
ينطلق كثير من المستشرقين في دراستهم لعلم الحديث الشريف من تصور خاطئ عن الدين الإسلامي ورسوله محمد
المطلب الثاني: إنكار كون الحديث مصدرا من مصادر التشريع في صدر الإسلام.
يرى بعض المستشرقين أن السنة لم تكن مصدرا للتشريع في صدر الإسلام، وإنما اضطر المسلمون إلى اعتمادها مصدرا تشريعيا في وقت متأخر، وذلك بعد انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية
المطلب الثالث: دعوى افتقار عملية رواية الأحاديث في صدر الإسلام إلى المنهج العلمي.
يزعم كثير من المستشرقين أن عملية الرواية في القرن الهجري الأول لمن يكن لها أي ضابط تسير في إطاره،
المطلب الرابع: شبهة تأخر ظهور منهج نقد الروايات.
فهم يزعمون أن علم أصول الحديث المشتمل على مبادئ النقد وقواعده لم يبدأ في الظهور إلا في وقت متأخر، بعد أن اختلط الصحيح بالسقيم، والأصل بالدخيل.
المطلب الخامس: دعوى اقتصار المحدثين على نقد سند الحديث.
تعد دعوى اقتصار المحدثين على نقد سند الحديث أو الاكتفاء بالنقد الخارجي (نقد السند) وعدم الاهتمام بالنقد الداخلي
المطلب السادس: عدم الثقة برواة الحديث من الصحابة والتابعين:
الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من التابعين لهم باحسان هم الذين نقلوا الينا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لا نعجب اذا رأينا سهام بعض المستشرقين قد توجهت اليهم، وعملت على التشكيك في مصداقيتهم.
تقرير 12 - التعريف بموقع المدينة المنورة للدراسات الاستشراقية
أولا : التعريف بالموقع :
عنوان الموقع : http://www.madinacenter.com
اسم الموقع : ( مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق )  .
صاحب الموقع : د. مازن المطبقاني .
الوصف : مركز متخصص في الدراسات الاستشراقية .
المصمم  :  Aziz.fm 
سنة التأسيس : 2005 .
ثانيا : نظرة عامة على الموقع :
أ – يتناول المركز ( الموقع ) كل ما يتعلق بالاستشراق من تعريف والنشأة والأهداف إلى ادنى تفصيلة تتعلق بموضوع الاستشراق حتى المواضيع التي يتناولها المستشرقين في كتابتهم تناولها المركز كمسألة المرأة التي كثيرا ما أثاروها المستشرقين لتأجيج الفتنة وتحريكها بين المسلمين .
اثالثا : عرض لمحتويات الموقع :
أولا : الصفحة الرئيسية : وفيها تعريف بالمركز .
ثانيا : الأخبار : وفيها أخبار تخص الاستشراق من حيث المؤتمرات والعلماء الذين لهم باع في هذا التخصص وكذلك اخباره هو نفسه مازن المطبقاني .
ثالثا : المعلومات أساسية : وتحت هذا القسم يوجد إحدى عشر عنوان فرعي أهمها :
v    تعريف الاستشراق :   وفيه تعريف بالاستشراق لغة وعند الغربين وتعريفه هو له , وكذلك ذكر أن المصطلح تغير .
v   وسائل الاستشراق  :  ويذكر فيه ثلاث وسائل استخدمها المستشرقين وهي :
1- التعليم الجامعي والبحث العلمي .      2- الكتب والمجلات والنشرات .
3- التقارير السياسية والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والمقالات الصحفية .
v    أهداف الاستشراق  : وذكر فيها خمسة أهداف وهي :
1-  الديني . 2-  العلمي . 3- الاقتصادي . 4- السياسي الاستعماري . 5- الثقافي .
v    مناهج الاستشراق  : ويذكر فيه تسعة مناهج  أهمها :
1- محاولة رد معطيات الدين الإسلامي إلى أصول يهودية ونصرانية .
2- التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف .
3- الاهتمام بالفرق والأقليات وأخبار الصراعات والبحث عن الوثنيات والتاريخ السابق لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. .
4- المنهج الانتقائي وإثارة الشكوك في معطيات السنة والتاريخ .
5- التحريف والتزييف والادعاء .
6- اعتماد مصادر غير موثوقة لدى المسلمين .
v    أساليب الاستشراق : وقد ذكر فيه سبعة أساليب أهمها :
1- الدأب والإخلاص والعمل الجاد .
2-  حب الاستطلاع والرغبة القوية في المعرفة .
3- الإنفاق السخي على البحث العلمي .
4- التعاون فيما بينهم .
5- الخداع والكذب، في بعض الأحيان إذا احتاج المستشرق إلى استخدام مثل هذه الأساليب لتحقيق أهدافه .
v    آثار الاستشراق : وقد ذكر فيه خمسة آثار وهي :
1- عقدية .2- اجتماعية .3- سياسية واقتصادية .4- ثقافية وفكرية .
v    الظاهرة الاستشراقية  : ويبدأ الحديث عن الظاهرة الاستشراقية بتحديد سبعة من مظاهرها وميزاتها أهمها :
2- تنوع الاستشراق:  ديني  وفكري .
3- شمولية الظاهرة الاستشراقية .
4- تعدد أهداف الظاهرة الاستشراقية .
5-  أنها ظاهرة مُستَغَلّة  .
6-  ظاهرة فريدة من نوعها وليس لها مقابل في الحضارات الأخرى. .
v   أزمة الاستشراق : ويذكر هنا أربعة أسباب للأزمة وهي :
1- التبعية الاستشراقية للاستعمار والتنصير والصهيونية.
2- تطور العلوم الاجتماعية والإنسانية في الغرب.
3- غياب المنهج في الاستشراق .
4- الصحوة الإسلامية ومواجهة الاستشراق والتنصير.
v   السعودية والاستشراق : ويذكر فيه بحث منشور في مجلة عالم الكتب ، عنوانه : (الاهتمام بالاستشراق في السعودية  في العصر الحاضر ) .

رابعا : مدارس الاستشراق : ويذكر في هذا القسم مدارس الاستشراق ويذكر من كل مدرسة اشهر مستشرقيها أما المدارس فهي عشة مدارس  منها :
1- المدرسة الإيطالية   :           ديفيد سانتيلانا
2-  المدرسة الهولندية  :             رانيهارت
3- المدرسة الإنجليزية :             وليام بدول
4- المدرسة الأمريكية :              ماكدونالد
خامسا : المؤتمرات : وذكر تحت هذا القسم عناوين مؤتمرات متنوعة كلها متعلقة بالاستشراق  منها :
- المؤتمرات الاستشراقية الحديثة
- المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن 21
- مؤتمر حول الإسلام في هولندا
سادسا : الاستشراق والاسلام  : وذكر تحت هذا القسم ستة مسائل من أساسيات الدين الإسلامي تناولها المستشرقين بالدراسة وهي :
- القرآن الكريم  & الحديث & الفقه & السيرة النبوية  & التاريخ الإسلامي &  والأدب العربي
سابعا : القضايا المعاصرة : وتناول في هذا القسم ذكر المسائل التالية :
1- دراسة المجتمعات الإسلامية المعاصرة .
2- دراسة الصحوة الإسلامية  .
3- أثر الاستشراق في العالم الإسلامي
ثامنا : بيلوغرافيا : وذكر في هذا القسم بعض الكتب والمواد المكتبية الأخرى المستخدمة في الاستشراق :
ثامنا : الإسلام والغرب : وتناول تحت هذا القسم المسائل التالية :
- موقف الغرب من الإسلام   & موقف المسلمين من الغرب & الإسلام والغرب حوار أم مواجهة؟ .
تاسعا : الاستغراب : في هذا القسم عرف بالمصطلح وهو دراسة الغرب ودعى إلى تطبيقه ووضع قواعد لتأسيس الدراسة عليها وايضا وضع نماذج لدراسته للغرب .
عاشرا : المرأة والطفل : وتناول في هذا القسم مسائل المرأة المسلمة وقضاياها ونظرة الغرب لها , وكذلك مسألة المرأة الغربية وقضاياها المختلفة , وأيضا ذكر مسائل تتعلق بالأطفال وأهميتهم وضرورة حمايتهم من مسائل متنوعة مثل البرامج التلفزيونية المسسمة والخبيثة .
الحادي عشر : المجلة : في هذا القسم ينشر اعداد من المجلة العربية للدراسات الاستشراقية  .
الثاني عشر : سؤال وجواب : في هذا القسم أسئلة وأجوبة متنوعة تتعلق بكل ما يتناوله المركز بالدراسة  .
الثالث عشر : الباحثون : يذكر في هذا القسم أسماء باحثين في مسائل الاستشراق مع معلومات شخصية عنهم .
أما باقي الأقسام وهي ( القائمة البريدية ) ( وسجل الزوار ) ( والمراسلة ) هذه كلها اقسام غير مهمة في موضوعنا ولا تحتاج إلى عرف فهي مختصة بالتواصل مع القائمين على الموقع .
هذا ما تيسر لي جمعه وعرضه عن هذا المركز أرجو أن أكون قد وفقت في مسعاي وأن يرزقني الله أجر هذا العمل ومن الله التوفيق والسداد وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .


(1) مفتريات وأخطاء دائرة المعارف الإسلامية (الاستشراق ) 1/ 159-160 أ .د خالد عبد الله القاسم .ط 1. 1431 هـ- 2010م دار الصميعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق