علاقة الاستشراق بالتنصير


تقرير عن علاقة الاستشراق بالتنصير .
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين , والصلاة والسلام على سيد العالمين وخاتم الانبياء والمرسلين , سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد :
فإن دراسة الاستشراق لمن الأمور المهمة بمكان وذلك لمعرفة تأثير المستشرقين على عالمنا الإسلامي وخاصة أن المشاهد الأن في عالمنا الإسلامي كثير من الكتاب من العلمانيين والليبراليين وغيرهم ينقلون أقوال المستشرقين متأثرين بما يطرحونه من شبهات حول الإسلام لذلك تناول كثير من الباحثين دراسة المستشرقين وأهدافهم إلى غير ذلك وما كان مني إلا أن أحذو حذوهم لذلك ارتأيت أن أدرس علاقة الاستشراق بالتنصير لما له من أهمية بالغة في التأثير على الإسلام والمسلمين لذلك وبعد أن تيسر لي الاطلاع على بعض المصادر التي تتناول هذا الموضوع شرعت في كتابة هذا التقرير طارحا هذا السؤال في بداية بحثي هل للاستشراق علاقة بالتنصير هذا ما سنعرفه من خلال هذا التقرير المتواضع أسأل الله القدير أن اكون قد وفقت في مسعاي .
وقد قسمت التقرير إلى مقدمة ومطلبين الأول كرسته لبيان العلاقة بين الاستشراق والتنصير وسميته الاستشراق نشأته وتطوره , والثاني كرسته لعرض أسماء مستشرقين منصرين وأسميته نماذج من المستشرقين المنصرين ثم ختمت بخاتمة فيها أهم النتائج التي توصلت إليها ثم ختمت التقرير بالحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله والحمد لله رب العالمين .

  
المطلب الأول
الاستشراق
نشأته وتطوره
قبل أن ندخل في تفاصيل هذا التقرير لا بد من الإشارة إلى نشأت الاستشراق لما له أهمية في موضوع هذا التقرير وهو ما سيتبين لاحقا وقد أختلف في نشأت الاستشراق من ناحية المبدأ والمفهوم فهناك من يعود به إلى زمن الرسول r واحتكاك المسلين باهل الكتاب , وهناك من يرى أنه نشأ ابان الفتوحات  الإسلامية لمصر والشام – وهي بالتأكيد كان لها أثرها لدى النصارى الذين كانوا يسيطرون على تلك المناطق- (1) , وهناك من المؤرخين من يعود بالاستشراق إلى أيام ازدهار الدولة الإسلامية في الأندلس وتتلمذ الرهبان على يد علماء المسلمين ومن اهمهم الراهب الفرنسي ( جربرت ) ، في حين يعود به آخرون إلى أيام الحروب الصليبية، بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري على يد  الراهب  يوحنا الدمشقي في كتابين ألفهما الأول: ( حياة محمد ) , والثاني:  ( حوار بين مسيحي ومسلم ) وكان هدفه إرشاد النصار في جدل المسلمين(2) , وأيًّا كان الأمر فإن كل ما قيل في ظهور الاستشراق إن لم يكن الأسباب الحقيقية فهي بالتأكيد احدى الأسباب في ظهور .
أما رسميا وهو ما يهمنا في هذا التقري فقد عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس سنة 1873(3) , ولكن قبل ذلك كانت  البداية الرسمية للاستشراق من خلال الكنيسة وذلك عندما قرروا إنشاء مجمع فيينا الكنيسي سنة 712هـ - 1312م والذي أوصى بإنشاء عدة كراسي لدراسة اللغات الشرقية ومنها اللغة العربية(4) , وقد كان أحد المستشرقين وهو ريموند لول: (1235 -1316 م ), وراء إنشاء البابا لهذا المجمع .[i]
ثم بعد ذلك أنشأت الكنيسة المجلس الأمريكي لمراقبة البعثات التبشيرية في سنة 1810م وقد أرسل المجلس اول بعثاته إلى مالطه وأسس بها أول مطبعة تبشيرية سنة 1815 م , ثم اتجهوا إلى القدس وبيروت التي انشأ بها مطبعة أخرى سنة 1834م , وقامت بطبع الكتاب المقدس ونشره في أنحاء العالم الإسلامي.

ثم عاد المجلس الأمريكي وأرسل البعثة التبشيرية البروتستانتية إلى بلاد الشام سنة 1820 والذين قاموا بدورهم على أكمل وجه فتعلموا اللغة العربية وترجموا الإنجيل إليها وصنفوا بها العديد من المصنفات العلمية، ولعل أبرز هؤلاء المبشرين الأمريكي كرنيليوس فانديك وهو أحد المستشرقين عاش بين سنة 1818 وسنة 1895، جاء إلى لبنان سنة 1840 وقضى ببلاد الشام 55 كان من المساهمين في تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت وكذلك ساهم في إنشاء المجامع الدينية الانجيلية لُقب بـ"أستاذ سورية الكبير" و"فيلسوف الشرق" وحاز على تنويه السلطان العثماني(1) .

ثم أكمل المجلس الأمريكي مخططه فأنشأ وبقيادة المسترق كرنيليوس فانديك الجامعة الأميركية في بيروت عام 1863، عندما اجتمع بأعضاء الإرسالية الأمريكية وبحضور قنصل أمريكا في بيروت، وخرج المجتمعون بفكرة إنشاء الكلية السورية البروتستانتية في بيروت، وهو اسم الجامعة الأمريكية قبل أن تُسمى بالجامعة الأمريكية عام 1920. وفي عام 1866 أصبحت الفكرة حقيقة عندما افتتحت الجامعة في أول عهدها في منزل بطرس البستاني تحت إدارة دانيال بلس، وبدأت عامها الدراسي الأول بستة عشر تلميذاً، درّس لهم ناصيف اليازجي وأسعد الشدودي وفريزر الإسكتلندي وشارليه بازيه الفرنسي وهذه الجامعة تعتبر من أخطر مراكز التبشير في العالم الإسلامي(2) .
ومن هذه النظرة السريعة على تاريخ نشأت الاستشراق يتبين لنا علاقة الاستشراق بالتنصير حيث أن الاستشراق بدأ من الكنيسة وعلى يد شخص منصر ثم تلازم الاستشراق مع التنصير في الحملات التبشيرية , وهناك أدلة أخرى تعزز وتوضح هذه العلاقة وهي :
1- إن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا ذوي مناصب دينية ، وقد انطلقوا من الكنائس والأديرة ومنهم ريموند لول المشار إليه سالفا الذي مارس التنصير في مساجد برشلونة محتميا ً بالسلطة النصرانية في إسبانيا , ومنهم أيضا كرنيليوس فانديك .
2- اعتراف غير واحد من المستشرقين على أنفسهم أن الدوافع التي جعلتهم يسلكون درب الاستشراق هي لتنصير أصحاب الديانات الأخرى بشكل عام والمسلمين بشكل خاص وفي ذلك يقول المستشرق رودي بارتي: ( كان الهدف من هذه الجهود – الاستشراقية – التبشير وهو إقناع المسلمين من خلال لغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين المسيحي )(1)
3- توافق بين المستشرقين والمنصرين في آلية العمل حيث أنهم يتخذون من التعليم بكافة مراحله وسيلة للوصول إلى ما يريدون من أهداف ، وكذلك يعتمدون على وضع مناهج مدروسة بعناية حتى تحقق غايتهم بحجة مساعدة الناس على التثقيف والتطور والرقي(2).

المطلب الثاني
نماذج من المستشرقين المنصرين
من خلال البحث تبين وجود أعداد كبيرة من المستشرقين المنصرين أو الذين أظهروا علاقة واضحة من خلال عملهم مع المنصرين وسنقوم باستعراض أمثلة على هؤلاء المستشرقين على النحو الآتي(3):
1 – بطرس المحترم ت 1156م:
تولى هذا المستشرق ترجمة القرآن ترجمة مشوهة بهدف تفنيد القرآن – بزعمه – والطعن في الإسلام ومحاولة تنصير المسلمين كما ذكر ذلك عنه صمويل زويمر.
2- روجر بيكون (1214 -1294م) .
إنجليزي من طلائع المستشرقين دراسته في اللاهوت انضم إلى الرهبانية الفرنسيسكانية ولكن فصل منها وهو عد من كبار الفلاسفة , وقد كان يدعو إلى ضرورة تعليم اللغة العربيه من اجل تنصير         المسلمين(1) .
3- كارليل جوزيف ( 1759 – 1804 م ) .
إنجليزي تعلم العربية على داود زاميو من بغداد ثم علمها وقد اختير نائب أسقف على نيوكاست – أون تاين - ومن آثاره نشره الإنجيل باللغة العربية(2) .
4- أندراي ( 1885 – 1947 م ) .
سويدي سمي أستاذا للعلوم الدينية في جامعة ستوكهلم ومن آثاره بحث في الكنائس النسطورية في الحيرة واليمن وأثرها في الإسلام  , وكتاب النصرانية والإسلام (3) .
5 – سنوك هرجرونيه ت(1936م):
مستشرق هولندي دخل مكة متقمصًا شخصية رجل مسلم من بلاد المغرب وتسمى بالحاج عبد الغفار ثم خرج منها إلى أندونيسيا. دعم بشكل مباشر جانبي الاستعمار والتنصير حيث ساعد في إعداد المنصرين الهولنديين من خلال فتح مدارس لتنصير المسلمين في أندونيسيا.
6 – تمبل جاردنر:
قضى هذا المستشرق 16 سنة يدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية للمتطوعين العاملين في مجال التنصير.

7 – صمويل زويمر:
أمريكي وهو رئيس المنصرين في المنطقة العربية من الشرق كان توجه في البداية نحو الاستشراق إلا أنه استهواه التنصير بعد ذلك فاشتهر بكونه منصرًا أكثر من كونه مستشرقًا وذلك أنه جمع بين نشاطات علمية وأكاديمية، بل إنه أسس مجلة تنصيرية عالمية هي مجلة العالم الإسلامي، تجمع ما يكتبه المستشرقون المنصرون من مقالات وبحوث عن الإسلام والمسلمين لخدمة التنصير، وقد رأس تحريرها لمدة 36 سنة.
كما كان أحد المؤسسين للإرسالية الأمريكية العربية سنة 1889م في الخليج العربي، كما قام بتنظيم مؤتمرات تنصيرية منها مؤتمر القاهرة سنة 1906م ومؤتمر أدنبره سنة 1910م ومؤتمر لكناو بالهند سنة 1911م ومؤتمر القدس سنة 1935م.
وكان لزويمر هذا حقد كبير على الإسلام وقد حاول بكل جهوده تنصير المسلمين لكنه لم يستطع لذلك قرر من حقده على المسلمين أن يخرجهم من دينهم حتى وان  لم يدخلوا في النصرانية وفي هذا يقول : ( إنّنا لا ندعوا لإدخال المسلم في النصرانية، وإنّما ندعوا إلى إخراجه من الإسلام ) , ويقول :( لقد صرفنا من الوقت شيئاً كثيراً وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة، وألّفنا ما استطعنا أن نؤلّف وخطبنا، ومع ذلك كله فإننا لم ننقل من الإسلام إلاّ عاشقاً بنى دينه الجديد على أساس الهوى، فالذي نحاوله من نقل المسلمين من دينهم هو باللعب أشبه منه بالجد... وعندي أننا يجب أن نعمل حتى يصبح المسلمون غير مسلمين. إنّ عملية الهدم أسهل من البناء في كل شيء إلاّ في موضوعنا هذا، لأنّ الهدم للإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم.) , ويقول في خطاب له في مؤتمر في القدس عام 1935 موضحاً اهداف التبشير وهذا جزء منه : ( إن مهمة التبشير الذي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ،وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي فلا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم عليه دول المسيحية والمسيحيون كل التهنئة. لقد قبضنا أيه الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع حتى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية .
وله أيضا أقوال كثيرة في دعم الاستعمار ومساعدته في اجتياح البلاد الاسلامية وله أساليب أخرى في تعليم المسيحين طرق اجتذاب الناس إلى النصرانية فقد كتب في المجلّة الاستشراقية التي يحررها "العالم الإسلامي" مقالاً عنوانه "استخدام الصدقات لاكتساب الصابئين" الذي يبحث فيه كيف أنّ الإسلام على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أجاز إعطاء الزكاة للمؤلّفة قلوبهم، أي اولئك الذين دخلوا في الإسلام وكانوا ذوي حاجة وذوي اتجاه مادي.
ويقصد بذلك أنّ استخدام الإحسان المادي من الأساليب المؤثّرة في طريق التبشير المسيحي وتحويل الناس نحو النصرانيّة. ويمكننا القول: إن ما وضعه من خطط وبرامج تبشيرية واستعمارية ما يزال العمل بها سارياً حتى اليوم، خصوصاً من خلال مناهج التعليم والتربية والثقافة في أغلب البلاد الإسلامية (1).
8- آدامز، تشارلز (1883 - 1948 م) .
أمريكي، تعلم على ماكدونالد ثم عين مديرا للمدرسة اللاهوتية في العباسية بمصر، توفي ودفن بمصر، من آثاره: الإسلام والتجديد في مصر، وهو ترجمة إنجليزية لكتاب: الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق(2)  .
9- آسين بلاثيوس، ميجويل، الأب (1871 - 1944 م) .
إسباني، اشتهر بدراسة حركة التفاعل الثقافي بين الإسلام والنصرانية، ومن آثاره: مذهب ابن رشد ولاهوت توما الإكويني، وعني بمحيي الدين بن عربي، والإسلام في ثوب نصراني، ومقارنة بين ابن عباد الرندي ويوحنا الصليبي، ومصنف في الغزالي والنصرانية، والآثار الإنجيلية في الأدب الديني الإسلامي(3) .
10- غزالة، يوسف (ت 1735 م) .
لبناني، من المدرسة المارونية، ومن الرهبانية المارونية الحلبية، علم اللغة العربية في دير القديس جان كربونارا بنابولي بإيطاليا، وليست له آثار مباشرة في التنصير(4)  .
11- الغزيري، ميخائيل (1710 - 1791 م) .
لبناني، من المدرسة المارونية، تعلم في روما، واختاره مجمع نشر الإيمان مستشارا لاهوتيا ليوسف السمعاني في المجمع اللبناني، ثم درس الفلسفة واللاهوت في دير الرهبان الحلبيين الموارنة برومة، وعين أمينا للإسكوريال، ومن آثاره: ترجمة مجموعة القوانين الكنسية الإسبانية من العربية إلى الإسبانية(1)  

12- القرداحي، جبرائيل (1845 - 1931 م) .
لبناني، من المدرسة المارونية، ومن الرهبانية الحلبية المارونية، درس العربية والسريانية بمدرسة نشر الإيمان، واهتم كثيرا باللغة السريانية، وليست له سوى ذلك آثار مباشرة في التنصير(2)   .

13- مارتن، الأب (ق 19 م) .
فرنسي، نشر كتاب النحو لابن العبري، وله من الآثار أيضا يعقوب الأوديسي واللغة السريانية، وأوائل الأمراء الصليبيين واليعاقبة السريان في القدس، ودكاترة السريان الثلاثة (3) .
14- مارتن، الأب (م 1915 م) .
من الرهبان اليسوعيين، ومن آثاره: دير الديك، وأديرة ومناسك صحراء مصر، وأبو درج في جبل .
15- مارتي، كارل (1855 - 1925 م) .
 سويسري، أستاذ اللاهوت في بال وبرن، نشر عدة مذكرات عن العهد القديم(4) .

16- واردنبورج، جاكوبيس (م 1930 م) .
هولندي، تخرج في كلية اللاهوت بجامعة أمستردام، ثم واصل دراساته الإسلامية بالجامعات الهولندية الأخرى، وزار البلاد العربية بمنحة من اليونسكو، ودرس بأمريكا وكندا، ومن آثاره: الإسلام في مرآة الغرب، والتقارب في الدراسة الدينية، ونشر حولية الدراسات الإسلامية(1).
17- واط , مونتجمرى (معاصر) .
إنجليزي، قسيس، عمل رئيسا لقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة أدنبرة، اهتم بسيرة المصطفي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو معروف لدى طلابه بتعصبه ونزعاته التنصيرية(2) .
18- واطسون، ألن (معاصر) .
أمريكي من أصل بريطاني، عمل في الكنائس واعظا ومحاضرا، كما عمل مستشارا لإحدى الجامعات الأمريكية، وليست له آثار بحثية تذكر في التنصير سوى مواعظه ومحاضراته الدينية (3) .
19- البارون دويتز
الذي حض على تأسيس مدرسة كلية ، تكون قاعدة لتخريج المبشرين بعد تعليمهم أصول التبشير ووسائله ، وذلك عام 1664 م .
20- المستر كاري (1761 - 1834 م)
إنجليزي فاق أسلافه في مهنة التنصير ، فدرس لغات اللاتين واليونان والفرنسيين والهولنديين والعبرانيين ، كما تعلم كثيرا من العلوم ، وأخذ بنشر الكتب في التحريض على التبشير ، وقوبلت هذه الكتب بالاستحسان في أوروبا ، وبدأ المتبرعون يقدمون له المساعدات المالية لدعمه في مهمته ، وسافر إلى الهند لغرض التبشير ولتنظيم أعماله ، وأصبحت الأموال ترسل إليه من اللجان الأوروبية التي تجمع لها المساعدات من المنتسبين إلى مشروعه ، ثم طلب أن يرسل إليه رجال يؤازرونه في التبشير ، ونجم عن ذلك تأسيس ( جمعية لندن التبشيرية ) عام 1795 م ، ثم تأسست جمعيات مماثلة في مدن أوروبية كثيرة .
21- هنري مارتين
 الذي كان له يد الطول في إرسال المبشرين إلى بلاد آسيا الغربية ، بعد أن أقام في الهند مدة ، وعرج على فارس والبلاد العثمانية ، وترجم التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية.

الخاتمة :
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فهذه خاتمة تقرير المتواضع هذا سأذكر فيها ما توصلت إليه من نتائج وهي كالتالي :
1- إن الاستشراق بدا من الكنيسة وكانت بدايته بإنشاء مجمع فيينا الكنيسي سنة 712هـ - 1312م والذي أوصى بإنشاء عدة كراسي لدراسة اللغات الشرقية ومنها اللغة العربية .
2- أن طلائع المستشرقين كانوا منصرين وانطلقوا من الكنيسة .
3- إن العلاقة بين الاستشراق والتنصير علاقة وطيدة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا .
4- لا يلزم من كونه مستشرق يعني بالضرورة أن يكون منصر , حيث أن هناك من المستشرقين ما لا دخل له بالتنصير أو يكون له علاقة مع منظمات اخرى او يسلك هذا المسلك لأجل الفائدة .
هذا والله أعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







(1)  ينظر : مفتريات وأخطاء – 1/20 .
(2) ينظر : الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم – مصطفى السباعي – دار الوراق – لا , ت - 17 وما بعدها , الموسوعة الميسرة في الأديان - 2/ 687 .
(3) ينظر : الاستشراق والمستشرقون - 19.
(4)  ينظر: المستشرقون والتنصير- أ. د. علي النملة- المكتبة الوطنية – ط1 , 1418 هـ , 1998 م - 22.
(2)  ينظر : المستشرقون والتنصير – 144 , وموقع دار الهجرة على الشبكة العنكبوتية .
(1)  رؤية إسلامية للاستشراق- أحمد عبدالحميد غراب - المنتدى الإسلامي - لندن – ط2 , 1411هـ -52.
(2)  ينظر: رؤية إسلامية للاستشراق، د. أحمد غراب -50.
(3)  ينظر: المستشرقون، نجيب العقيقي – 110 , ورؤية إسلامية للاستشراق، د. أحمد غراب – 198 .
(1)  ينظر : المستشرقون والتنصير– 72 .
(2)  المرجع السابق – 129 .
(3)  المرجع نفسه – 56 .
(1)  ينظر : المستشرقون والتنصير - 108 , ويبيكيديا الموسوعة الحرة على شبكة الانترنت .
(2)  المستشرقون والتنصير - 47 .
(3)  المصدر السابق – الصفحة نفسها .
(4)  المصدر نفسه – 120 .
(1)  المستشرقون والتنصير – 120  .
(2) المصدر السبق – 125 .
(3) السابق -  146 .
(4) نفسه – نفسها .
(1)  المستشرقون والتنصير - 161 .
(2)  المستشرقون والتنصير - 161 .
(3)  المستشرقون والتنصير - 161 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق