نجيب
العقيقي مع ترجمة لبعض المستشرقين من كتابه المستشرقون .
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة /
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ،،،
إنّ أصدق الحديث كتاب الله،
وأحسن الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة
بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار أمّا بعد :
فيعد كتاب «المستشرقون» لصاحبه نجيب العقيقي أفضل المراجع
العربية في مجال الاستشراق والمستشرقين وذكر لاثارهم وتوضيح للقارئ الجهود
المبذولة من هؤلاء المستشرقين ، ولاهمية هذا الكتاب في دراستنا لمادة المستشرقين
فقد كلفت من قبل الاستاذ الدكتور خالد بن عبدالله القاسم مشكور بعرض عن سيرة
مختصرة عن المؤلف ومؤلفاته وذكر بعض النماذج من المستشرقين من دول شتى الذين
اشتهروا بحقدهم على الاسلام واهله او كان له نشاط واضح في خدمة التراث الاسلامي او
كانوا اصحاب همم عالية في البذل والتضحية في شتى المجالات العلمية او العملية وقد
بدأت بتعريف بالمؤلف نجيب العقيقي ونبذة مختصرة عن مؤلفاته ثم ذكر بعض الدول التي
اهتمت بالاستشراق وسيرة بعض المستشرقين منها بداية مستشرقي
بريطانيا ثم مستشرقي فرنسا ثم مستشرقي ألمانيا وخاتما مستشرقي بأمريكا ، وكانت طريقة الباحث القراءة في سيرة
مستشرقين كل دولة واختيار الاسماء المناسبة لعرض سيرتهم واثارهم على حسب الطريقة
التي كلف بها الباحث وعلى ضوء الهدف المقصودة من البحث.
وقد قسمت
البحث الى
اولا :
التعريف بنجيب العقيقي.
ثانيا :
التعريف بمؤلفات نجيب العقيقي.
ثالثا : عرض
سير بعض المستشرقين .
وأتمنى من
الله التوفيق في هذا البحث .
اللهم ما كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له ، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ، اللهم تب علينا وارحمنا
انك أنت التواب الرحيم اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا, لا اله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين.
اولا :
المؤلف: نجيب العقيقي
ولد العقيقي في كفر ذبيان من اسرة
مارونية بجبل لبنان (1916)
وتعلم في مدارس القرية- مدارسه الوطنية -، ثم عمل في الصحافة عندما اتقن
العربية والفرنسية اجادة تامة في: الأحوال، والشرق، والمساء ، وما لبث ان هاجر كالكثير من
«الشوام» اللبنانيين والسوريين الى مصر، وكان معظم الشوام يسكنون «حي الفجالة»
لقربه من محطة القطار وتعدد الفنادق فيه، حيث يباشرون بعد ذلك تجارتهم او نشاطهم
الثقافي والصحافي، وفي هذا الحي، يضيف الاستاذ وديع فلسطين «ولدت دار المعارف،
ومنه صدرت القواميس العصرية لالياس انطون الياس، وفيه انشأ سلامة موسى «المجلة
الجديدة» وكان اول عمل التحق به نجيب العقيقي في مصر هو التدريس في مدرسة الجزويت،
وهي ايضا في حي الفجالة، ، وعلم الأدب العربي في الكلية
البطريركية (1936/1938) وفي القاهرة: علم الأدب العربي – قسم الثقافة المصرية،
والأدب العربي والترجمة، والفلسفة الإسلامية/ قسم البكالوريا الفرنسية 1و2 في
مدرسة الآباء اليسوعيين، وفي مدرسة الراهبات والفرنسيسكانيات منذ 1945(1936/1938)،
وكان قد التحق كطالب مستمع بقسمي الاقتصاد السياسي والفلسفة في الجامعة المصرية .
حتى اذا ما انشئت جامعة الدول العربية وصارت لكل
دولة من اعضائها حصة من الموظفين، تقدم العقيقي للعمل فيها على حصة لبنان، والحق
بالادارة الثقافية التي تدرج في سلمها الوظيفي حتى وصل الى مرتبة مستشار».
ويحق لنا مع هذا ان نثني على تواضع العقيقي، فرغم دقة كتابه الفائقة وشمولها في هذا الباب، الا انه رفض ان يسميها «موسوعة» كما هو شأن الكثير من مصنفي الكتب اليوم، فبجانب بعض الموسوعات الادبية والعلمية القيمة، والتي تستحق عناوينها، نجد مجموعة اخرى من المعلومات المجمعة والمعارف الملخصة على عجل، تحمل عناوين موسوعية فخمة لاتعبر عن حقيقتها. كما ان الاستاذ العقيقي قد اعد كتابه في الواقع خلال فترة زمنية ممتدة، اذا ظهرت طبعته الاولى في بيروت عام 1937، ثم الثانية عام 1948، والثالثة بدار المعارف بمصر في 1404 صفحات بين عامي 1964 – 1965، ثم صدرت الطبعة الموسعة عام 1980 – 1981[1]
ويحق لنا مع هذا ان نثني على تواضع العقيقي، فرغم دقة كتابه الفائقة وشمولها في هذا الباب، الا انه رفض ان يسميها «موسوعة» كما هو شأن الكثير من مصنفي الكتب اليوم، فبجانب بعض الموسوعات الادبية والعلمية القيمة، والتي تستحق عناوينها، نجد مجموعة اخرى من المعلومات المجمعة والمعارف الملخصة على عجل، تحمل عناوين موسوعية فخمة لاتعبر عن حقيقتها. كما ان الاستاذ العقيقي قد اعد كتابه في الواقع خلال فترة زمنية ممتدة، اذا ظهرت طبعته الاولى في بيروت عام 1937، ثم الثانية عام 1948، والثالثة بدار المعارف بمصر في 1404 صفحات بين عامي 1964 – 1965، ثم صدرت الطبعة الموسعة عام 1980 – 1981[1]
ثانيا
:
مؤلفاته
1.
المستشرقون:
موسوعة
في تراث العرب، مع تراجم جميع المستشرقين، منذ ألف عام حتى اليوم وإحصاء نشاطهم
في: الكشف، والجمع، والتقويم: والفهرسة، والدرس، والتحقيق، والترجمة والتصنيف.
2.
تجفيف
المستنقعات: قصة وجدانية تحليلية.
3.
من الأدب
المقارن .
دراسة
في خصائص الأدب، وتطبيقها على الآداب الأوربية، ومقارنتها بأدب العرب بالعربية
وباللغات الأجنبية في الشعر، والقصة والمسرحية، والفلسفة، والمدارس الأدبية.
4.
برج بابل: قصة
اللبنانيين في مصر- ملتقى العناصر والمذاهب واللغات.
5.
ارض الله:
مأساة الفلاحين في مصر، ومنذ أجيال.
6.
سلم المرتد.
7.
قصص وأساطير
فارسية.
8.
قصص وأساطير
من أسبانيا.
9.
دستور
اليونسكو.
10. الترجمة في اليونسكو.
11.
إيران في
القرن التاسع عشر.
وقد
كوفىء المؤلف على مؤلفاته بمتنوع المكافآت فكتابه:
· المستشرقين:
ترجمت فصول منه إلى اللغات الأجنبية، ودعي مؤلفه إلى مؤتمرات المستشرقين الدولية،
ونال عليه جائزة وزارة التربية الوطنية في لبنان، وأعتمده قسم الماجستير بكلية
الآداب في جامعة القاهرة.
· الأدب
المقارن: نشرت مجلة الكاتب المصري منه فصلا كاملا م الغزل عند العرب، وتناوله
بالدرس المجالات الأدبية عربية وغربية، واقتنت مكتبة جامعة القاهرة عشر نسخ منه
لدى صدوره، كما سجل بين المراجع الأدبية في الأقسام الشرقية من كليات الآداب
بأوربا وأمريكا.
· برج
بابل: قصة سلكتها المكتبة الملكية بمصر في سلك كتب علم الاجتماع ومكتبة البيت
اللبناني بباريس مع قصص علم النفس، وترجمت بعض فصولها إلي الانجليزية اتحاد
الناشرين الأمريكيين، وإلى الايطالية المستشرق أورفييتي.
· أرض
الله: قصة فازت بجائزة من الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية أذيعت كتمثيلية
في أعياد الثورة، وتكررت إذاعتها أربع مرات في عام واحد، وقد قررت في برنامج إجازة
الأستاذية الأجريجاسيون بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة باريس/ السوربون.
كما
دونت سيرة المؤلف ودرس أدبه في كتب منها: أدباء العرب المعاصرون بالألمانية،
للدكتور جرمانوس، وملامح الأدب العبي المعاصر- بالفرنسية، للدكتور ريمون فرنسيسن
وفي موسوعة علماء العربية المعاصرين والبحوث الإسلامية لجامعة بيرو بالأسبانية في
جنوب أمريكا، وفي معجم: من هو في العالم العربي؟ وفي سجل الإعلام الدولي، في
كمبريدج بإنجلترا.
وأنعمت
الجمهورية اللبنانية على المؤلف بوسامي الأرز من درجة فارس، والمعارف من الدرجة
الأولى تقديرا لأدبه.
ثالثا
:
بريطانيا
· المستشرقون:
1.
وليم بدويل
(1561-1632)
تخرج
من كمبريدج، وعين مديرا لسانت أثلبرج في شارع بيشوبجيت، وأستاذ العربية في
أكسفورد، وعاون على ترجمة التوراة، وقد أشهر بأنه رائد الدراسات الشرقية ولاسيما
العربية في بريطانيا، وواضع أسس تدريسها، لأنها على حد قوله، لغة الدين والسياسة
والمعاملة من الجزائر إلى الصين، ولكنه أساء فهم الإسلام وإليه بتعصبه عليه تعصبا
ذميما، ثم انصرف عنه إلى الرياضيات وله فيها بضعة تواليف.
آثاره:
المعجم العربي، في سبعة أجزاء (بدأ تصنيفه قبل عام 1610، ولم ينشره، إلا أن كاستل
أفاد منه في قاموسه: (مجمل معجم اللغات السامية) وترجمة رسائل القديس يوحنا من
العربية إلى اللاتينية- فهرس الكتب العربية، ج1، ص393 (لندن1612) والعهد الجديد-
الكتاب المقدس (أكد في مقدمته أهمية اللغة العربية) ومحمد، أو مصاحبة روحانية بين
الشيخ سنان والعالم أحمد، وهو افتراء سخيف على النبي الكريم – فهرس الكتب العربية،
ج2، ص628.
2.
السير هنري
كرزويك راولينسون (1810-1895)
من
علماء الآثار، واحد مؤسسي الدراسات الآشورية في إنجلترا، ضابط التحقق بشركة شرق
الهند، وتعلم الفارسية، وعمل في فارس ، وعين مندوبا سياسيا في كاندهار، واشترك في
الحرب الأفغانية وعين مندوبا سياسيا في الجزيرة العربية إبان الحكم التركي، وقنصلا
في بغداد حيث اقتى مخطوطات شرقية نفيسة بيعت من المتحف البريطاني، وفك رموز النقوش
المسامرية لداريوس عن بستورن ورجع إلى انجلترا، وانتخب عضوا في مجلس العموم، ورئيسا
لجمعية الملكية الآسيوية وللجمعة الجغرافية الملكية.
آثاره:
الكتابات المسمارية الفارسية، متنا، وترجمة، في 329 صفحة (لندن 1847) وبمعاونة
أخيه جورج: تاريخ هيرودوت، في أربعة مجلدات ( 1858-60) ونشر له بعد وفاته: برلعام
ويوصافات ( المجلة الآسيوية، بمباي 1914-17) وطلائع تجارة إنجلترا في المشرق
(صحيفة تاريخ الهند 1922-23) وسفارة وليم هاربون في الآستانة من 1583 إلى 1588(
الجمعية التاريخية الملكية 1922) والرحلات في الإسلام ( الثقافة الإسلامية 1931)
ووليم هاربون أول سفير لدى السلطان، 1552 – 1617 ( صحيفة جامعة بمباي 1932) وغيرها
كثير عن الهند.
3.
توماس هايد
(1636-1703)
تخرج
من كلية الملك في كمبريدج، وعين باحثا للغة العبرية في كلية الملكة بجامعة أكسفورد
(1658) وأمينا للمكتبة البودلية (1665-1701)ورئيس شمامسة جلوشتر (1673) وأستاذا
للغة العربية في جامعة اكسفورد (1691) واستاذا للعبرية وراعي كنيسة المسيح في
اكسفورد (1697) والمترجم الحكومي للغات الشرقية.
آثاره:
النص الفارسي والسرياني من توراة والتون (لندن1657)وزيج أولغ بك، متنا وترجمة
لاتينية (أكسفورد 1691) والتاريخ الديني لفارس (أكسفور 1700، ثم أنجز 1760)
والإفادة والاعتبار لعبد اللطيف البغدادي، وكان إدوادر بوكوك قد ترجمه إلى
اللاتينية فنشره هايد متنا وترجمة ( أكسفور1702) ونبذات عن جغرافية الإدريس في
المتحف البريطاني المطبوعة في روما عام 1592(أكسفورد 1765) ثم تولى ج، شارب طبع ما
لم ينشر من مصنفات هايد، في مجلدين (أكسفورد 1767).
4.
سيمون أوكلي
(1678-1720)
ولد
في أكستر من مقاطعة وفون، ودرس العربية في كلية الملكة بجامعة كمبريدج، وحثه همفري
بريدو، عميد نورويتش على الاستمرار في دراسة العبرية والعربية، وعين راعيا لسوافسي
(1701) ثم رئيسا لقساوستها (1705) وقضى وقتا طويلا في دراسة المخطوطات العربية في
المكتبة البودلية (1706) وسمي أستاذا للعربية في كرسي السير توماس أدامز بكمبريدج
(1711) وكلف بترجمة الوثائق السمية الواردة من المغرب (1714) لعقد معاهدة بين
بريطانيا والمغرب ( وقد تم التوقيع على المعاهدة في شهر تموز/يوليو 1714) وسجن
لدين كان عليه (1717) وأفرج عن (1718) ولكن اعتلال صحته أودي بحياته.
آثاره:
مقدمة للغات الشرقية، باللاتينية (1607) وتاريخ اليهود المعاصرين في جميع أنحاء
العالم، نقلا عن الأب سيمون مودينا الفرنسي ( لندن 1708) وتطور العقل الإنساني في
حي بن يقظان لأن طفيل، متنا وترجمة إنجليزية (1708) وتاريخ الإسلام، في مجلدين،
اشتملا على تاريخ المسلمين الثقافي والسياسي فوسع نطاق العربية إذ عرفها إلى
القراء الإنجليز، وكانت قبله مقصورة على المستشرقين وأصبح مرجع للطلبة، واستعان به
العلماء، على ما فيه من نقص، من أمثال جيبون في تاريخه: اضمحلال الإمبراطورية
الرومانية وسقوطها، ونال منزلة في الأدب الإنجليزية، وشأنا في التاريخ العام لدى
المؤرخين الأوربيين (الجزء الأول 1708 والثاني 1718) ثم أصدر الدكتور لونج عميد
كلية بمبروك طبعة جديدة لتاريخ المسلمين وخصص أرباح الكتاب لأرملة أوكلي وأولاده
(كمبريدج 1757، والطبعة المنقحة، لندن 1848) وله: خطب الافتتاح (مطبعة جامعة
كمبريدج 1712) وقصص عن جنوب غربي بلاد
المغاربة (1713) وغرر الحكم ودور الكلم للآمدى (1717).
5.
جوهن لويس
بوركهارت(1784-1817).
سويسري
الأصل، ولد في لوزان، وتخرج من ليبزيج وجوتنج في الكيمياء، وزار إنجلترا وتعلم في
كمبريدج الطب وعلم الفلك واللغة العربية (1856-59) وتجنس بالجنسية البريطانية، ثم
قصد حلب حيث أتقن اللغة العربية، وقرأ القران وتفقه بالدين الإسلامي واعتنقه
(1809) وقضى حياته سائحا بين سوريا ولبنان وفلسطين حيث كشف عن مدينة البتراء
(1811) وشمالي السودان، وقد تسمى بإبراهيم بن عبد الله، وأدى مناسك الحج وقضى بمكة
ثلاثة شهور (1804) وعاد بعدها إلى القاهرة وتوفي فيها، ودفن في القرافة الكبرى
بسفح المقطم، وكتب على قبره: هذا قبر المرحوم إلى رحمة الله تعالى الشيخ حاج بن
إبراهيم المهدي ابن عبد الله بركهرت اللوزاني، ولادته 10 محرم سنة 1199 وتاريخ
وفاته إلى رحمة الله بمقر والمحروسة في 16 ذي الحجة سنة 1233، وقد وقف مخطوطاته
على مكتبة جامعة كمبريدج.
آثاره:
الرحلة إلى بلاد الشام (لندن 1814-22) ورحلة إلى الجزيرة العربية (لندن1829)
وسجلات أسفاره في الشرق الأدنى والاتصال بالبدو والوهابيين (لندن 1831/باريس1835)
ومجموعة من الأمثال العربية، متنا وترجمة إنجليزية، وشرحا(لندن 1830، وقد ترجمت من
الإنجليزية إلى لغات أخرى أوربية، منها الألمانية، بقلم كرمز، فيمار 1834) وكتاب
الرحلات النوبية، هو من أوائل الكتاب الأوربيين الذين كتبوا عن العرب القاطنين في
شمال السودان وفي مملكة سنار (وقد تولت الجمعية الأفريقية في إنجلترا نشر جميع
مصنفاته) وما زال بعض مخطوطاته لدى ابن أخيه جاكوب بوركهارت، ورئيس قصم العلاقات
الدولية في وزارة الخارجية السويسرية.
6.
إدوارد لين
(1801-1876)
نبغ
في الرياضيات صغيرا إلا أن ضعف بنيته حال بينه وبين جامعة كمبريدج فعزم على دراسة
حضارة قدماء المصريين، بعد أن ألم بالعربية، فقصد مصر (1825) ولقى في سفره بالبحر
الأهوال: من عاصفة هبت على السفينة فترك له ربائها دفتها فأنقدها لمعرفته بالرياضيات،
إلى تمر كاد يقضى عليها فيما بعد، وبلغ القاهرة وأقام فيها ( 1825-28) متزينا
بالزى العربي، مصليا في الجوامع، متسميا باسم منصور أفندي، وقد وجد في حياة
المسلمين متعة صرفته على قدماء المصريين إلى التصنيف في معاصريه، فأتقن العربية
كتابة خطابة، ودرس شئون مصر دراسة وافية، ثم رجع إلى إنجلترا لتأليف كتابه، إلا أن
ميله الشديد إلى الدقة العلمية حمله على العودة إلى مصر(1833-35) ولما رجع إلى
إنجلترا اصدر كتابه عن المصريين المعاصرين ثم انصرف إلى ترجمة ألف ليلة وليلة، وفي
إثناء ذلك كان يعد العدة لوضع معجم عربي شامل، وفي سبيل إخراجه على النسق الأوربي
كر إلى مصر (1842-44) وكان يعمل من اثني عشرة إلى أربع عشرة ساعة كل يوم في معجمه،
ثم أفرغ الخمس والعشرين سنة التي تبقت من حياته في إنجازه.
وقد
عد لين بمؤلفاته وترجماته من أثمه المستشرقين في عصره وخلدت الجمعيات العلمية
ذكراه في كثير من العواصم الأوربية.
آثاره:
أخلاق وعادات المصريين المعاصرين، في مجلدين من 552 صفحة اشتملت على وصف حياة سكان
القاهرة وأخلاقهم وعاداتهم وأغاني العامة بلفظها العربي وترجمتها الإنجليزية
ونوتها الموسيقية، فعد ذخرا في الأدب الإنجليزي ومرجعا لجيل من المعنيين بدارسة
تاريخ مصر (لندن 1833، ثم نفدت طبعته الأولى بعد أسبوعين، فتكرر طبعه 1835و90 و94،
ونشر في أمريكا وترجم إلى الألمانية والعربية)، وترجم ألف ليلة وليلة إلى
الانجليزية ترجمة تفردت عن سابقاتها بروح المتن العربي وفحواه وجوه وبشروح وتفاسير
وحواش إضافية عن العادات الإسلامية في القرون الوسطى (لندن 1839-41-89، وفي ستة
أجزاء 1901، والطبعة الأخيرة 1919، ثم ترجمها باين ، في 9 مجلدات لندن 1882-84).
وقد
أعيد نشر حواشيه على ألف ليلة وليلة، فيما بعد على حدة بعنوان: الحياة العربية في
القرون الوسطى (1859-83) ومد القاموس، وهو معجم عربي إنجليزي، على النسق الأوربي،
في ثمانية أجزاء نشر حفيده لين- بول الثلاثة الأخيرة منها مع مقدمة وترجمة للمؤلف
وكان الموت قد حال بينه وبين إصدارها (لندن 1863-93) ومد القاموس هذا جمع لأول مرة
في تاريخ المعاجم العربية، المفردات من أمهات كتب الأدب، مما لم يرد في المعاجم
القديمة أو معجمي جوليوس وفرايتاج، ومنتخبات من القرآن الكريم بحيث أصبح قاعدة
بنيت عليها المتداولة، أمثال معجم كازيمير سكي بالعربية والفرنسية، ومعجم بادجر
بالإنجليزية والعربية ، ومعجم دوزي بالعربية والفرنسية، وكان لين مهندسا فوضع كتابا
عن مصر، محلى بمائة رسم ورسم لم يترك فيه مظهرا من مظاهر فن التصوير في النقوش
والأزياء والتجميل إلا وصفه ورسمه فجمع بين الموسيقى والرسم والعربية (ما زال
مخطوطا في المتحف البريطاني) هذا عدا مقالاته عن القرآن والآداب الإسلامية
والأخلاق العربية.
فرنسا
المستشرقون
1.
بوستل(1505-1581)
ولد
في مدينة بارنتون من أعمال نورماندي، وعمل خادما في مدرسة القديسة برباره ،ثم تعلم
اللاتينية واليونانية والإيطالية والاسبانية، ومن اللغات الشرقية العبرية
والكلدانية والسريانية والأرمنية والحبشية والعربية والتركية، وبرع في بعضها فالحقة
فرنسوا الأول بسفارته في تركيا ، وطلب اليه شراء ما استطاع من المخطوطات
الشرقية(1534) فاستنفدت أثمانها كل ثروته لأنه ابتاع منها لنفسه ابتياعه للملك، ثم
صنف كتابا في أبجديات اثنى عشرة لغة، منها العربية والعبرية والكلدانية والسريانية
والسامرية والحبشية والأرمنية، وإهداء الى رئيس اساقفه فيينا، وكتاب قواعد اللغة
العربية بالحرف العربي، فوهبه فرنسوا الأول دارا ومزارع وجيادا، واقامة استاذا
للعربية والعبرية واليونانية في معهده، حيث تخرج عليه نفر من طلائع المستشرقين
الأوربيين ولسبب ما انقلب عليه ، فهرب منه الى مصر والقدس وسوريا ولبنان،
والآستانة، حيث تضلع من العربية والتركية والعلوم الرياضية، واعجب بالإسلام ،ولما
عاد الي فرنسا شفعت له كاترين دي مديسيس وعينته أستاذا للرياضيات في جامعة باريس (1551) فأقبل الطلاب علي محاضراته
ولقبته الملكة مرجريتا دي نوفار بأعجوبة العرش، وطفق الملك شارل التاسع يناديه
بفيلسوفه الجليل، ثم استدعاه فردينان الأول ملك النمسا وعينه أستاذا للعربية
واليونانية بجامعة فيينا(1552)فألتي خطبة الافتتاح فيها باللغتين الفينيقية
والعربية فكانت ثاني كتاب طبع بالعربية في البلاد الجرمانية- بعد دليل الحج (ماينس
1486)ثم عرفت مطابعها الحروف العربية في هايدلبرج بعد 39سنة.
ولم
تطلب له الإقامة في فيينا فغادرها ليلا إلى رومة ودخل أحد أديارها فطرده رهبانه
لزعمه أن المسيح سيظهر ثانية في شخص امرأة، ورجع إلى فرنسا فاتهم بالعصيان الديني
(1562) وسجن في الدير حتى وفاته فدهن بجوار هيكل كنيسة العذراء،.
آثاره: أبجديات
اللغات (باريس1538) وقواعد اللغة العربية (1538) وتوافق القرآن والإنجيل (1543)
وفتوح النساء (1553) ووصف دستور القدس(1553) وابراهيم بطريك الجزيرة(1553)واللغة
العربية والفينيقية (فيينا 1553) وعادات وشريعة المسلمين (بواتييه 1560)ووصف
القاهرة (نشرت وصفه أنجيلا كوداتزي، ميلانو، 1952). هذا خلا المخطوطات التي
اقتناها أو انتسخها فترجم بعضها يونيوس في جامعة هايدلبرج.
2.
جوبير (1779-
1847)
ولد
في بروفنس، وانتقل إلى باريس في أثناء الاضطرابات ودخل مدرسة الهندسية، والتحق
بمدرسة اللغات الشرقية، وكان دي ساسي من أساتذته، فلما بلغ الثامنة عشرة من عمره
اختير للذهاب إلى القسطنطينية، بيد أن حكومة الديركاتوار أرسلته في حملة نابليون
مترجما ثانيا، ولما مات مترجما الأول في سوريا أمسى مترجمها الوحيد وملازما
لقائدها، ثم عين أستاذا للتركية في مدرسة اللغات الشرقية وأمينا للسر ومترجما
للمقررات التي تتعلق بالشرق لدى الحكومة ومديرا لمدرسة اللغات الشرقية، فعميدا
لها، ومستشارا للدولة، وعضوا في مجلس الشيوخ، ورئيسا للجمعية الآسيوية، وكان في
جميع أعماله يكبر الشرق ويحله من الفرنسيين مقاما رفيعا.
آثاره:لئن
حال اشتغاله بالسياسة دون عكوفه على التأليف فقد كان المساعد الأول لنشر نزهة
المشتاق للإدريسي بخرائطها، متنا وترجمة في جزئين (باريس 1836-40، وقد عاب
كاراديفو عليها تحريف الترجمة) وعاون دي ساسي في نشر الرسالة المنفذة م أصحاب
ديوان مصر إلى بونابرت.
3.
كاترمير (1782-1852)
ولد
في اريس من أسرة عريقة في الوجاهة والحروب وجاهتها في العلم والأدب، وأخذ اللغات
الشرقية عن دي ساسي وغيره من العلماء، وتخرج عليه كثيرون بالعبرية والكلدانية
والسريانية في معهد فرنسا ( 1808) وانتخب عضوا في المجمع اللغوي الفرنسي (1815)
وعهد إليه بأمانة المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس، وعين أستاذا لليونانية في
روان، ولي تحرير المجلة الآسيوية، وقد أدهش العلماء بوفرة ودقة وإتقان ما نشره من
الأبحاث والتحقيقات الترجمات والمصنفات، وعن العرب قبل الإسلام وبعده، تاريخا
وجغرافيا وثقافة عامة، ولما توفي دي ساسي أصبح كاترمير إمام الاستشراق الفرنسي وله
فيه تلاميذ ومريدون عديدون.
آثاره:
ترجمة ومصنفات الميداني (باريس1828) وترجمة عبد الله ابن الزبير (باريس 1832) وسر
الحليقة، وتاريخ مغول الفرس لرشيد الدين، متنا فارسيا وترجمة فرنسية مع تعليق
وترجمة المؤلف ومسرد بمصنفاته (المجموعات الشرقية، باريس1836) ومنتخبات من أمثال
الميداني، متنا وترجمة , وتفصيل جغرافية مسالك الإبصار لشهاب الدين العمري (1838)
والسلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي، متنا وترجمة، مع تعليقات لغوية وتاريخية
وجغرافية، فوقع في أربعة أجزاء(1837-45) وبمعانة جوزيف رينو، وجوزيف ديرنيورج، ودي
سلان: تقويم البلدان لأبي الفداء (1840) ونشر وحده بلوغ المرام في تاريخ دولة
بهرام (1843) ومقدمة ابن خلدون، في ثلاثة أجزاء (مجموعة نبذات ومنتجات باريس 1858ن
62-68، والمطبعة الكاثوليكية في بيروت 1886) وحقق جزءا من الروضتين لابي شامة (ما
زال مخطوطا) وصنف.
ألمانيا:
1.
فت
(1814-1895)
ولد
في دوردرخت ، وتخرج بالعربية من جامعة ليدن ، ودعي لتعليمها في فريز، ثم في جامعة
أمستردام، وانتخب عضوا في المجمع العلمي (1864) وبعد اثنى عشرة سنة قضاها أستاذا
في امستردام درس الجغرافيا الهندية في المهد الشرقي التابع للجامعة، وعهد إليه في
الوقت نفسه وبإلقاء محاضرات عن الشريعة
الإسلامية والمبادئ الدينية.
آثاره:
دراسات وترجمات، ومصنفات أربت على الثمانين خص العرب منها: نشر لب اللباب للسيوطي،
بعد تحقيقه ومعارضته بكتاب الصمعاني واللباب لابن الأثير، مع إضافات، في جزئيين
ومحلق (1840-42-51) ومدارس العرب (امستردام 1842) وخطباء الإسلام، وأصول الدين
المسيحي (1843) وفي مجلة الدليل الهولندية: محمد والقرآن، وهي خمس دراسات (1845)
والفتح الإسلامي والخلافة (1846) وتعليقات على أبحاث شولتنس القديمة في الرسائل
الشرقية (1846) وبين الناس عامة (1850) والأدوميون والأنباط (1850-52) والموسيقى
عند العبرانيين (1852) وتاريخ اللغات السامية ، رد فيه على رينان، والأب لأجاست
(1861) وتعليقات على تاريخ المسلمين في إسبانيا لدوزي (1863)، ثم ضرورة نشر الآداب
الشرقية في الجامعات الهولندية (حوليات المعهد الملكي 1849) وترجمة القرآن إلى
الهندية، مع نبذة في دخول الإسلام الهند والدعوة المحمدية.
أمريكا
2.
الدكتور
كرنيليوس فانديك (1818-1895)
هولندي
الأصل، أمريكي المولد، بيروتي الموطن، إذ قدم لبنان مع البعثة الأمريكية طبيبا لها
(1840) فتعرف بالمعلم بطرس البستاني وأخذ العربية عنه وعن الشيخين: الأسير،
واليازجي فأتقنها وحفظ الكثير من اشعارها وامثالها وتاريخها، كما درس السريانية
والعبرية، وانشأ مع المعلم بطرس البستاني مدرسة في عبية (1847) ولما نقلها الدكتور
دانيال بلس إلى بيروت (1866) ثم عرفت بالجامعة الأمريكية، درس فانديك فيها علوم:
الكيمياء، والفلك، والأمراض.
وأنشأ
لها مرصدا، ونشرة أسبوعية، ثم استقال منها عندما أصر بوست على التعليم فيها
بالإنجليزية (1882) ولئن لم يترجم إلا القليل من المصنفات العربية فقد نقل إلى
العربية العلوم العصرية فأفاد العربية إفادته في تعريف الغربيين بها .
آثاره:
اشترك مع المعلم بطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي والشيخ يوسف الأسير في تكملة
ترجمة التوراة إلى العربية، التي باشرها سميث (1848) ونشر محيط الدائرة في علمي
العروض والقوافي(1857)والأنساب، ورسالة في مرض الجدوى والحصبة للرازي (لندن1866،
بيروت 1872) ومن مصنفاته: المرآة العرضية في وصف الكرة الأرضية ، وطب العين،
والأصول الجبرية (1869) والأصول الهندسية (1874)وأصول التشخيص الطبيعي (1874)
وأصول الكيمياء (1875) وأصول علم الهيئة، والروضة الزهرية (1877، ثم تكرر طبعه)
وأصول الباثوولجيا الداخلية (1878)والسهم الطيار (1882) والنقش في الحجر، في
ثمانية أجزاء (1866- 1889)، وترجم عن الإنجليزية: بزوغ النورعن ابن حور (مصر 1896-
بيروت 1922) وإرواء الظماء من محاسن القبة الزرقاء (1893) وجميعها من مطبوعات
الجامعة الامريكية في بيروت، خلا بعض دراسات في مجلة المقتطف.
3.
دنكان بلاك
ماكدونلد(1863-1943)
كان
صديقا وتلميذا لنيكولن، تعلم في جلاسجو، ثم رحل إلى برلين (1890) وأخذ اللغات
الشرقية على زاخاو، ثم قصد هارتفورد لتعلم اللغات السامية (1893) وأسس فيها، بعد
طوافه في الشرق الأدنى (1907-8) مدرسة كنيدي للبعثات (1911) كما أشرف على القسم
الإسلامي سنوات طويلة ، وأنشأ، بمعاونة صمويل زويمر: مجلة عالم الإسلامي (1911)
وبمعانة سارتون: مجلة إيزيس (1913) وقد صنف كتاب باسمه على شرفة (برنستون1933).
آثاره:
علم الكلام في الإسلام، وهي دراسة اشتملت على مصطلحاته وما جاء عنه في القرآن والحديث
التفسير والمؤلفات الدينية واللغوية (دائرة المعارف الإسلامية مجلد 2) وترجمة
رسالة في النفس لابن سينا (بيروت 1884)وإحياء علوم الدين للغزالي (المجلة الآسيوية
البريطانية، 1901-1902) وتطور علم الكلام في الإسلام ومذاهب الفقه والنظم (1901)
ومختارات من الغزالي وابن خلدون (ليدن 1905) ومجموعة النوادر من مخطوط عربي
(شيكاغو 1908) وعرض المسيحية للمسلمين (1916) وجمع من ألف ليلة ولية نسخا فريدة،
وله عنها دراسات ممتعة، ألف ليلة وليلة (دراسات نولدكه 1906) وفي المجلة الآسيوية
البريطانية: هاييخت والف ليلة وليلة (1909) وعلى بابا (1910-13) وألفت ليلة وليلة
وترجمة جالان (1911) وقصة ألف ليلة وليلة (1924) وفي غيرها: ألف ليلة وليلة (تكريم
براون 1922) وعن غيرها في العالم الإسلامي: وحدة أم اتحاد؟ في الفقه الإسلامي
(1913) والخلافة (1917) وعقيدة الوحي في الإسلام (1917) وتاريخ الدراسات الفقهية
في الإسلام (1925) والزمن في الدراسة الفقهية (1928) وتطور فكرة الروحانية في الإسلام (1932) وفي غيرها: مجموعة نوادر أبي
نواس (الصحيفة الأمريكية للغات والآداب السامية، 1907-8) واللهجات العربية (
المصدر السابق، 1910-11) ووصف حجاب قضى ( المجلة الآشورية 1912) والوهم بالعربية
(مجلة الجمعية الملكية الأسيوية 1922) والشعر العربي (المصر السابق 1925) ومقاصد
الفلاسفة للغزالي (إيزيس 1936-37) والعلوم الطبيعية في الإسلام (إيزيس في أعداد
متتابعة منذ 1913).
4.
سبرنجلنج
استاذ
العربية والدراسات الاسلامية في جامعة شيكاغو.
آثاره:
في الصحفية الامريكية للغات والآداب السامية: أصل الزيدية (1920-21) والسير تشارلز
ليال (1922-23) والترجمات العربية (1922-23) وكليلة ودمنه (1923-24) وبمعاونة
نيكل: الشعر الصوفي العبري (1929-30)، وله: دعابة هوميروس في العربية (1935-36)
وشواهد قبور عربية في المعهد الشرقي (1935-36) ومعجم برلين الدرزي (1939-40).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق