الاستشراق المعاصر وعلم الحديث


 بسم الله الرحمن الرحيم
عرض كتاب المدخل إلى الاستشراق المعاصر وعلم الحديث - 
 إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسول وبعد ،،،

قد تمثل اهتمام المستشرقين بعلم الحديث في ثلاثة محاور، وهي: تحقيق المخطوطات؛ وإعداد الأبحاث والدراسات؛ وترجمة نصوص الحديث الشريف وبعض الكتابات المتعلقة بعلوم الحديث.
وقد تعددت الكتابات الحديثة في بيان موقف المستشرقين من الحديث الشريف أو وعلومه، ومناقشة شبهاتهم حوله، نحو مناقشة شبهة تأخر تدوين السنة، وشبهة تطور الاسناد، وشبهة اعتماد المحدثين على نقد سند الحديث وإهمال نقد المتن، وغير ذلك من الشبهات.
فالتركيز على مناقشة المناهج المحرفة والشبهات الرئيسية وتوضيح خطئها يساعد على رد كثير من الشبهات التفصيلية.
وتتجلى أهمية كتابة هذا المدخل الى الاستشراق المعاصر وعلم الحديث فيما يأتي:
1.    تقديمه تصورا عاما حول جهود المستشرقين في دراسة الحديث وعلومه في العصر الحديث.
2.    إسهامه في تحقيق الهدف الخامس من أهدافه الكرسي المتمثل في دراسة الأفكار المنحرفة والتيارات الهدامة ونقدها بأسلوب علمي.
3.  إمكانية الاستفادة منه في تدريس مادة الاستشراق والسنة النبوية، أو الاستشراق والدراسات الحديثة، التي اعتمدتها بعض الجامعات الإسلامية.
وتتخلص الأهداف التفصيلية لهذا البحث في الآتي:
1.    بيان تاريخ نشأة الاستشراق، وطبيعة اهتمامه بعلم الحديث.
2.    تجلية المرتكزات المنهجية الخاطئة لدراسات المستشرقين في علم الحديث.
3.    عرض أهم المنطلقات الفكرية المنحرفة لدراسات المستشرقين في علم الحديث.
4.    التعريف بأشهر المستشرقين المعاصرين المهتمين بدراسة علم الحديث.

المبحث الأول
تعريف الاستشراق ونشأته وتطوره
المطلب الأول: تعريف الاستشراق:
أن كلمة "الشرق" هنا لا يقصد بها الشرق الجغرافي، فالكلمة ذات مدلول معنوي لا مادي، ويشهد لذلك وقوع بعض أجراء العالم الإسلامي في جهات أخرى بالنسبة للعالم الغربي.
ويذهب الدكتور الطيب بن إبراهيم إلى أن الشرق الذي اهتم الغرب بدراسته والتخصص في ثقافته وتراثه، وهو "الشرق الهوية" وليس الشرق الجغرافي الطبيعي، وهو محور ما استهدفه علم الاستشراق ومصدره العناية والاهتمام.
وقد غلب على مصطلح "الشرق" الطابع السياسي الاستعماري أكثر من الطابع اللغوي الجغرافي، فقد كان في العالم قديما قوتان تصطرعان وتتنازعان السيادة.
وقد عرف المستشرق روي بارت الاستشراق بأنه علم الشرق، أو علم العالم الشرقي، ويختص بفقه اللغة خاصة.
وبناء على سبق فإنه مصطلح "الاستشراق" يشير إلى حركة فكرية ثقافية يقودها عدد من المثقفين الغربيين غير المسلمين المعتنين بالدراسات العربية والإسلامية والشرقية بشكل عام.
ويؤكد ذلك الدكتور عل النملة بقوله: إن الاستشراق يشير الى "تصدر علماء غير مسلمين من الشرق أو الغرب، عربا أو غير عرب لدراسة علوم المسلمين وحضارتهم ومعتقدهم وتقاليد شعوبهم وعاداتها.
كما يرى عدم حصر هذه الدراسات في هدف خاص، فالاهداف متعددة، منها ما هو ظاهر جلي ومنها ما هو مستتر خفي، فحركة الاستشراق تشتمل على دراسات أكاديمية يقوم بها باحثون غربيون غير مسلمين تتناول الأمم الشرقية- إسلامية أو غيرها – من شتى الجوانب عقيدة وشرعية ولغة وتاريخا  وحضارة، لأهداف متنوعة ومقاصد مختلفة.
المطلب الثاني: نشأة الاستشراق:
تعددت آراء الباحثين في تاريخ نشأة حركة الاستشراق، وذلك بناء على فهمهم لمدلول هذا المصطلح، ويمكن تلخيص اشهر تلك الآراء في الأقوال الخمسة الآتية:
القول الاول: يرى أصحاب هذا القول ربط نشأة الاستشراق ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني: يؤرخ أصحاب هذا القول لبداية الاستشراق بتاريخ الفتوحات الإسلامية التي دقت أبواب أوروبا ووصلت إلى الاندلس في القرن الثامن الميلادي.
القول الثالث: يرجع المستشرق رودي بارت بداية الدراسات العربية الاسلامية في أوروبا إلى القرن الثاني عشرة الميلادي، حيث شرع العلوم والمعارف.
القول الرابع: يحدد بداية الاستشراق بعام 712هـ / 1312م، أي بداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث قرر المجلس الكنسية  في فيينا تأسيس كراسي جامعية لدارسة اللغات الشرقية، وبخاصة اللغة العربية والعبرية والسريانية، وذلك في الجامعات الأوربية الرئيسية آنذاك.
وعلى النملة الذي يعد هذا التاريخ "الانطلاقة العلمية للاستشراق من حيث التوسع في إنشاء المدراس والمعاهد الاستشراقية المهتمة بدراسة تاريخ وثقافة الشرق عموما، والإسلام بشكل خاص.
القول الخامس: يؤرخ مكسيم رودنسون لمولد الاستشراق بالقرن السادس عشرة الميلادي، حيث ظهر الحركة الإنسانية في محاولة للبحث عن ثقافة عالمية.
ويربط أصحاب هذا القول نشأة الاستشراق بما يسمونه الإصلاح الديني الذي انطلق في اوروبا في القرن السادس عشر الميلادي، لكن هذا الرأي في نشأة الاستشراق محل نظر.
ظهور مصطلح "الاستشراق".
يعود تاريخ ظهور مصطلح الاستشراق إلى عام 1838، وقد عقد أول مؤتمر دولي للإستشراق في باريس، عام 1873م.
المطلب الثالث: الاستشراق في العصر الحديث:
مع بدايات القرن العشرين، وخاصة بعد العالمية الثانية التي وضعت أوزارها عام 1945م، اهتمت الدوائر الاستشراقية بمراجعة "الاستشراق" والعمل على إصلاح مؤسساته.
ويعد تقرير سكاربورو عام 1947م، واضع شرعة الاستشراق الحديث في بريطانيا، حيث أكد على ضرورة معرفة وفهم البلدان البعيدة بشكل صحيح، حتى لا تبقى العلاقات معها خاضعة للخرافات والجهل.
وقد شهد القرن العشرين تطورات ملحوظا في الدراسات الشرقية في أوروبا عامة، وفي بريطانيا خاصة، حيث أنشئت الكليات والكراسي والجمعيات المهتمة بدراسة الشرق، كما تم تأسيس مركز الشرق الأوسط في سانت أنتوني، من أجل تدريس مواد حديثة حول الشرق الأوسط.
وفي جامعة لندن دشن الملك جورج الخامس معهد الدراسات الشرقية، فأصبح معهد الدراسات الشرقية والإفريقية، ويعد هذا المعهد أكبر معهد من نوعه في أوروبا.
كما شهد القرن العشرين ظهور شخصيات استشراقية كبيرة في فرنسا من أمثال: لوريس ماسينيون، وريجيس بلاشير، ومكسيم رودنسون.
وساهم المستشرقون الألمان الذين امتازوا بمعمق دراساتهم في جميع المخطوطات العربية ونشرها وفهرستها، ومن أشهرهم المستشرق كارل بروكلمان.
ويمكن إجمال أهم مميزات الاستشراق في العصر الحديث في النقاط الآتية:
1.    الارتكاز بشكل أوضح على النظرة العلمية، والتعميق في الدراسات الإسلامية والعربية من مصادرها الرئيسية.
2.    الاهتمام بدراسة الواقع السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي للشعوب الشرقية.
3.    التوسع في إنشاء المراكز العلمية والجمعيات الاستشراقية المتخصصة بمجال معين أو إطار جغرافي محدد.
المبحث الثاني
علاقة الاستشراق بعلم الحديث والموقف من جهود المستشرقين
المطلب الأول: علاقة الاستشراق بعلم الحديث:
كان توجههم إلى دراسة علم الحديث متأخرا وقليلا إذا ما قورن بغيرة من التخصصات.
وقد تمثل اهتمام المستشرقين بعلم الحديث في ثلاثة محاور رئيسية وهي: التحقيق، والتأليف، والترجمة.
المحور الأول: التحقيق:
كما بين تميز تحقيقات المستشرقين لكتب التراث بما يأتي:
1.    المحافظة الدقيقة – غالبا – على ما في الأصول المخطوطة التي يطبع عنها.
2.    وصف الأصول التي يطبعون عنها وصفا جيدا.
ومن أشهر تحقيقات المستشرقين في علم الحديث ما يأتي:
1.    تحقيق كتاب صحيح البخاري، حيث نشر المستشرق الألماني كريل الأجزاء الثلاثة الأولى منه.
2.    تحقيق المستشرق الفرنسي وليم مارسه لكتاب التقريب والتيسير للنووي.
المحور الثاني: التأليف:
حظي هذا المحور باهتمام واسع من قبل المستشرقين، حيث كتبوا عددا من البحوث والدراسات حول حجية السنة، وتدوينها، وغير ذلك من القضايا المتعلقة بها، كما أعدوا الفهارس الموسعة لكتب الحديث النبوي، ويمكن تقسيم أعمالهم في هذا المحور إلى ثلاثة مجالات:
المجال الأول: تأليف الكتب:
تعد مؤلفات المستشرقين المتخصصة في علم الحديث قلية إذا ما قونت بالكتابات في غيرها من التخصصات.
المجال الثاني: إعداد الدراسات والأبحاث المتخصصة:
أعد المستشرقون كثيرا من الدراسات والأبحاث حول علم الحديث، ومن هؤلاء المستشرق ليكومت، فقد كتب عدا من الأبحاث المتعلقة بعلم الحديث.
ولعل من أشهر المستشرقين المعاصرين في هذا المجال المستشرق جيمس روبسون الذي نشر ثمانية عشر بحثا متخصصا في علم الحديث باللغة لإنجليزية.
المجال الثالث: إعداد الفهارس العلمية:
امتازت مطبوعات المستشرقين عامة بالعناية بوضع الفهارس المرشدة للقارئ أتم عناية، وتفننوا في أنواعها، مرتبة على حروف المعظم، ومن ذلك: فهرس الأعلام، وفهرس الشعراء، وفهرس القبائل.
وقد كان لكتب الحديث نصيب من هذا الجهد، حيث اعتنى المستشرقون بإعداد الفهارس العلمية، التي تيسر الرجوع إلى تلك الكتب.
ومن أشهر أعمال المستشرقين في مجال إعداد الفهارس لكتب الحديث ما يأتي: المعجم المفهرس للألفاظ الحديث النبوي
المحور الثالث: الترجمة:
كان للترجمة نصيب من جهود المحدثين في علم الحديث، فقد ترجموا بعض كتب الحديث الشريف، كما ترجموا عددا من الكتب المتعلقة بعلوم الحديث.
المطلب الثاني: الموقف من جهود المستشرقين:
تعددت مواقف الكتاب والباحثين من جهود المستشرقين، وذهب غيرهم من الباحثين إلى تقسيم تلك المواقف إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: موقف القبول المطلق، وموقف الرفض المطلق، وموقف المواجهة الإيجابية، وذلك في محاولة لإبراز الموقف المعتدل من جهود المستشرقين ودراساتهم.
المبحث الثالث
المرتكزات المنهجية الخاطئة لدراسات المستشرقين في علم الحديث
يتناول هذا المبحث الأخطاء المنهجية التي ارتكز عليها المستشرقون في دراسة علم الحديث، والتي يمكن الوقوف عليها من خلال تتبع دراساتهم وأبحاثهم حول هذا العلم، والإطلاع على بعض الدراسات النقدية لأعمالهم.
المطلب الأول: التعصب وعدم الموضوعية.
مع اهتمام الباحثين الغربيين بالموضوعية في دراساتهم وأبحاثهم العلمية، الإ أنهم كثيرا ما يجيدون عنها عند دراستهم لعلم الحديث خاصة، ولغيره من العلوم الإسلامية عامة، حيث يعد التحامل على الإسلام والتعصب ضده رائدا لكثير من أبحاثهم ودراساتهم في هذا المجال.
ففي الوقت الذي يتصف فيه الباحث الأوربي أثناء دراسته للأديان والحضارات الأخرى بالرصانة الاتزان، نراه ينكر عند بحثه في الإسلام لهذا المنهج.
ولعل الدافع إلى الوقوع في هذا الخطأ المنهجي يتمثل في أمرين:
1.    الشعور بالخوف من انتشار الإسلام، ونجد التعبير عن هذا الشعور في ثنايا كتابات بعض المستشرقين.
2.  اتخاذ موقف عدائي ضد الإسلام، حيث نجد في كلام بعض المستشرقين وصف الإسلام بالعدو، ووصف العلاقة بين الإسلام والنصرانية بأنها علاقة عدائية.
وقد أدى هذا التحامل على الإسلام والبعد عن الموضوعية في دراسات المستشرقين إلى الخروج بنتائج وأحكام  مجانية للحق والصواب، ومن ذلك ما يلى:
1.    الافتراء والاتهامات التي حاول المستشرقون من خلالها تشويه صورة الإسلام ورسوله وكتابه ومعتنقيه.
2.  التعاطف في دراستهم للسيرة النبوية مع العناصر المضادة للإسلام، وبخاصة اليهود، فقد شكك بعض المستشرقين في عدد من الروايات التي تتحدث عن غدر اليهود وخياناتهم، كما هاجموا موقفه صلى الله عليه وسلم حيث أجلى اليهود من المدينة المنورة، وخيبر.
المطلب الثاني: المنهج المادي التاريخي.
لعل ابرز خطأ منهجي انحرف بدراسات المستشرقين في علم الحديث عن جادة الصواب هو اعتماد المنهج المادي التاريخي.
واعتماد المنهج المادي التاريخي في دراسة السنة النبوية منزلق خطير ينبغي التنبه له والتحذير منه.
فالمسشرقون يفصلون بين الحديث والوحي، وينظرون إلى الحديث نظره مادية بحتة، وقد أدى بهم ذلك الى نتائج لا يمكن التسليم بها في المنظور الإسلامي.
المطلب الثالث: تطبيق نظرية التطور على دراسة الأديان.
تظهر كتابات بعض المستشرقين في علم الحديث تأثرهم بنظرية التطور المنسوبة إلى دارون، والتطور في علم الأحياء.
وقد اعتمد الغربيون هذه النظرية في المناهج الدراسية بشكل عام، وعملوا على تطبيقها في مجال دراسة الأديان، وقد أقضى بهم ذلك إلى القول بأن الصيرورة والتحول سنة حتمية، فليس هناك شيء ثابت.
المطلب الرابع: الانتقاء الكيفي وتجاهل الأدلة المضادة.
من الأخطاء المنهجية التي تزري بالبحث العلمي وتصرفه عن مساره الصحيح الانتقاء الكيفي للمعلومات والمصادر العلمية وتجاهل الأدلة المضادة المتعلقة بموضوع البحث.
وقد عمل عدد من المستشرقين في دراستهم للدين الإسلامي وما يتعلق به من علوم ومعارف وفق منهج معكوس في البحث العلمي، وهو منهج الانتقاء الكيفي لما يقفون عليه من مصادر ومعلومات، حيث يبتون فكرة معينة، ثم يبحثون بين تلك المصادر والوقائع والروايات التاريخية على ما يؤيد تلك الفكرة.
المطلب الخامس: الاستقراء الناقص وتعميم نتائجه.
يعتمدوا المستشرقون أحيانا على الاستقرار الناقص لعض جوانب القضية المطروحة للبحث من مصادر ومراجع منتقاة، ثم عمموا نتائج هذا الاستقراء وأصدروا الأحكام بناء عليها، وكأنها أحكام عامة توصلوا إليها بعد استقراء وتتبع تأمين، مع أنها في الحقيقة نتيجة استقراء ناقص لا يصلح دليلا لإصدار الأحكام وتعميمها.
المطلب السادس: الشك غير المنهجي والاعتماد على الاحتمالات.
يقابل هذا الشك شك غير منهجي مبنى على الاحتمالات والأوهام، وليس له مبرر علمي مقبول، ويتمثل هذا النوع من الشك في الإفراط في الشك والاتهام لبعض المسلمات العقلية والحقائق العلمية.
ويمكن التمثيل لاعتماد هذا المنهج بتشكيك جولد تسيهر في صحة الأحاديث الآتية:
زعمه أن حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) من وضع الإمام الزهري الذي أوكل إليه عبد الملك بن مروان وضع هذا الحديث، من أجل تشريع الحج إلى بيت المقدس، وذلك خوفا من اخذ عبد الله بن الزبير البيعة من أهل الشام الذين يحجون إلى بيت الله الحرام في مكه.
فبمجرد وجود احتمال أو ربط بين هذا الحديث وبين واقعة تاريخية معينة، أو توجه فكري محدد، نرى هذا المستشرق يشكك في صحته، ويربط بينه وبين تلك الوقائع والتوجهات، بل يحكم بوضعه.
المطلب السابع: الاعتماد على المصادر غير الأصيلة.
الاعتماد على المصادر الأصلية في كل فن من الفنون متطلب رئيس من متطلبات البحث العلمي.
ومن الأخطاء المنهجية الرئيسية التي انحرفت بأبحاث المستشرقين عن جادة الصواب في دراساتهم للحديث النبوي خاصة والإسلام عامة، اعتمادهم في بعض الأحيان على المصادر غير الأصلية، التي لا تناسب موضوع البحث.
واعتماد بعض المستشرقين الدارسين للحديث النبوي على كتب الأدب أو الفقه في تخريج بعض الأحاديث.
المبحث الرابع
المنطلقات الفكرية المنحرفة لدراسات المستشرقين في علم الحديث
المطلب الأول: التصور الخاطئ عن الرسول صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به.
ينطلق كثير من المستشرقين في دراستهم لعلم الحديث الشريف من تصور خاطئ عن الدين الإسلامي ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، تكون خلال القرون الوسطى على يد زمرة من متقدمي المستشرقين.
وعلى الرغم من جهود بعض المستشرقين في تصحيح الصورة المشوهة التي أملاها الحقد المقيت والجهل الكبير، والعمل على التخلص من آثارها، والتحلى بالموضوعية، لكن تلك الحركة كانت محدودة النتائج ولم تتمكن من تحقيق هدفها، وهكذا أضحت ملامح تلك الصورة المشوهة حقائق مسلمة يتلقاها كثير من المستشرقين دون بحث أو نظر.
المطلب الثاني: إنكار كون الحديث مصدرا من مصادر التشريع في صدر الإسلام.
يرى بعض المستشرقين أن السنة لم تكن مصدرا للتشريع في صدر الإسلام، وإنما اضطر المسلمون إلى اعتمادها مصدرا تشريعيا في وقت متأخر، وذلك بعد انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، وتجدد المشكلات وتنوعها، وشعور المسلمين بالحاجة إلى مصدر تشريعي إضافي، حيث لم يعد القرآن الكريم يفي بمتطلباتهم، ونتيجة لذلك تم في زعمهم إضفاء صفة الوحي على السنة النبوية، واعتمادها مصدرا رئيسا للتشريع الإسلامي.
المطلب الثالث: دعوى افتقار عملية رواية الأحاديث في صدر الإسلام إلى المنهج العلمي.
يزعم كثير من المستشرقين أن عملية الرواية في القرن الهجري الأول لمن يكن لها أي ضابط تسير في إطاره، بل كانت تمضى حرة دون أي قيد او شرط، الأمر الذي أدى في زعمهم إلى الزيادة في الروايات والمبالغة فيها، بل إلى اختلاق القصص والأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإضافة معلومات وحوادث غير واقعية إليها، وذلك من أجل اثارة اعجاب المسلمين الجدد بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحثهم على التمسك بالدين الذي جاء به.
المطلب الرابع: شبهة تأخر ظهور منهج نقد الروايات.
إن مسألة نشأة علوم الحديث عامة ومنهج النقد عند المحدثين خاصة، تمثل أحد النقاط الرئيسية التي توقف عندها الكتاب الغربيون على وجه الخصوص.
فهم يزعمون أن علم أصول الحديث المشتمل على مبادئ النقد وقواعده لم يبدأ في الظهور إلا في وقت متأخر، بعد أن اختلط الصحيح بالسقيم، والأصل بالدخيل.
ومن نتائج ما ذهب إليه المستشرقون من تأخر ظهور منهج نقد الروايات ما يأتي:
1.    زعمهم عدم قدرة قواعد علم الحديث على التمييز بين الصحيح والموضوع من الروايات.
المطلب الخامس: دعوى اقتصار المحدثين على نقد سند الحديث.
تعد دعوى اقتصار المحدثين على نقد سند الحديث أو الاكتفاء بالنقد الخارجي (نقد السند) وعدم الاهتمام بالنقد الداخلي (نقد المتن)، للحكم على الحديث بالقبول أو الرد، وإحدى المنطلقات الرئيسية لدراسات المستشرقين في السنة النبوية، تكاد تتفق عليها كتاباتهم وأبحاثهم حول السنة النبوية.
المطلب السادس: عدم الثقة برواة الحديث من الصحابة والتابعين:
الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من التابعين لهم باحسان هم الذين نقلوا الينا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لا نعجب اذا رأينا سهام بعض المستشرقين قد توجهت اليهم، وعملت على التشكيك في مصداقيتهم.
وقد كان للصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه من شبهات المستشرقين النصيب الأكبر، ولعل ذلك لكونه أكثر الصحابة رواية، فعملوا على كيل التهم له، والتشكيك فيما رواه من الأحاديث والآثار.
أما في جيل التابعين، فلم يسلم الإمام الزهري كذلك من اتهام المستشرقين له بالوضع.
المبحث الخامس
تعريف بأشهر المستشرقين المهتمين بعلم الحديث
المستشرق شبرنجر.  المستشرق كريل . المستشرق وليم موير.  المستشرق إجناس جولدتسيهر. المستشرق ثيودر نولدكه. المستشرق جوزيف هورفتس. المستشرق فنسنك. المستشرق ثيودر جوينبول. المستشرق وليم مارسه. المستشرق ألفرد جليوم. المستشرق جوزيف شاخت. المستشرق يوهان فوك. المسشرق جميس روبسون. المستشرق إميل درمنجهم. المستشرق نابيا أبوت. المستشرق جيرارد ليكومت. المستشرق منير قسطر. المستشرق غوتيه جوينبول. المستشرق جون بيرتون. أ.د. ويليم جراهام. د. ليونارد ليبراند. د. لياكينبرغ.  د. إريك ديكنسون. د. كريستوفر ميلتشرت. أ.د هيرالد موتزكي.  د. سكوت لوكاس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق